السؤال
السلام عليكم.
عمري ٢٢ سنة، لم ألتزم بصلاتي أبدا مع أنني أحاسب نفسي كثيرا على تركها، وأعرف عقوبة تارك الصلاة في الآخرة، ولكن حين يحين موعد الصلاة لماذا لا أستطيع أن أصليها؟! وأشعر بالاختناق، وأحاول أن أشغل نفسي كي لا أصلي.
حياتي أصبحت كالجحيم، وأصبحت كثيرة المرض، شعري يتساقط بشكل كثير، وأشعر بألم في العظام، وأسوأ من ذلك أصبحت عصبية جدا، وأكره كل الناس، ولا أحب الاختلاط بهم حتى أسرتي، ولا أعلم ماذا أفعل؟
أرجو المساعدة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ضحى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب.
نشكر لك تواصلك مع الموقع، ونسأل الله تعالى أن يمن عليك بالهداية ويعينك على أسبابها، وييسر لك أسباب الخير والصلاح.
ونحن على ثقة تامة من أن شعورك بالندم وإحساسك بالتقصير واعترافك بذنوبك، نحن على ثقة من أن هذا كله بوابات -إن شاء الله- تدخلين منها إلى التوبة، وييسر الله تعالى لك الرجوع والعودة إلى الحق عودا جميلا، ولكن أنت مأمورة بالأخذ بالأسباب التي تعينك على ذلك؛ فإن الله تعالى قدر المقادير وجعل لها أسبابا، والهداية والصلاح أيضا لهما أسبابهما، فينبغي أن تجاهدي نفسك للأخذ بالأسباب وسيتولى الله تعالى عونك وييسر لك الخير.
من هذه الأسباب: تذكر عقوبات الله تعالى، فإن الله تعالى بالمرصاد لكل مجرم، وهو سبحانه وتعالى يغار ويغضب إذا انتهكت محارمه، فإذا تذكر المسلم هذه الحقيقة، وتذكر العقوبات من خلال سماع المواعظ التي تذكره بالنار وما فيها من أهوال وشدائد، ومواقف الحشر ومواقف القبر، كل هذه مواعظ تزرع في القلب خوف الله -سبحانه وتعالى- وخوف عقابه، والخوف زاجر ومانع للإنسان من إتيان الذنوب وفعل المعاصي.
كما أن الإنسان المسلم إذا تذكر أنه ربما وافاه الأجل وأتاه الموت قبل أن يتوب؛ زرع ذلك خوفا في قلبه أيضا، وحثه وبعثه على التوبة قبل أن يفاجئه الأجل.
والصحبة الصالحة من أعظم الأسباب لتحصيل الهداية، فإننا نقول في كل ركعة في صلاتنا: {إياك نعبد وإياك نستعين} بضمير الجمع؛ لأننا بحاجة إلى بيئة تساعدنا على القيام بواجباتنا. فاحرصي على التعرف على الفتيات الصالحات والنساء الطيبات، وأكثري من التواصل معهن.
ودلتنا سورة الفاتحة أيضا على أهمية الدعاء واللجوء إلى الله -سبحانه وتعالى- بأن يهدينا ويهدي قلوبنا، فنحن نسأله سبحانه وتعالى الهداية كل يوم سبع عشرة مرة على الأقل، فأكثري من دعاء الله.
وأما ما ذكرت من كونك تحسين بالاختناق إذا أردت الصلاة وما يصاحب ذلك من آثار على جسمك؛ فإن نصيحتنا لك: أن تستعملي الرقية الشرعية، فترقي نفسك بنفسك، وهذه أنفع الرقى، فإن الرقية دعاء وذكر، فأكثري من قراءة القرآن على نفسك، اقرئيه في ماء واشربي من ذلك الماء، واغتسلي به، وركزي على الآيات التي فيها شفاء، كقول الله -سبحانه وتعالى-: {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين} [يونس: 57]، وقوله تعالى: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين} [الإسراء: 82]، وقوله تعالى: {قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء} [فصلت: 44]، وكذلك سورة الإخلاص {قل هو الله أحد}، والمعوذتين {قل أعوذ برب الفلق}، و{قل أعوذ برب الناس}، وخواتيم سورة البقرة، الآيتان الأخيرتان منها، وآية الكرسي، وسورة الفاتحة.
أكثري من قراءة هذا القرآن وانفثي في الماء -أي اتفلي تفلا يسيرا بعد القراءة- واشربي من ذلك الماء، واغتسلي به.
ولو استعنت بمن يحسن الرقية الشرعية من الثقات من النساء الصالحات فهذا شيء حسن.
نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يمن عليك بالعافية، وييسر لك الهداية والصلاح.