السؤال
السلام عليكم
أنا متزوج منذ سبع سنوات، لدي طفلان، وعلاقتي مع زوجتي جيدة جدا.
اكتشف منذ فترة محادثات ولقاءات لها مع زميل لها في العمل، يصغرها عدة سنوات، استمرت علاقتهما نحو شهرين، ووصلت بهما إلى بعض التجاوزات، دون إظهار العورات، أو فعل الفاحشة.
عندما واجهتها؛ اعترفت بأنها كانت تعيش حالة شديدة من الصراع الداخلي، وأنها في كل لحظة كانت تعلم بأنها تفعل الخطأ، وأن الشيطان وسوس لها، وأنها حاولت إنهاء هذه العلاقة ولكنها لم تستطع، لأنها تورطت، ومن ثم أظهرت أشد مظاهر الندم أمام أهلها، ووعدت بالتوبة النصوح، وأن أمنحها فرصة أخيرة.
علما بأن أساسها الديني ضعيف، وقلبها من النوع الطيب الذي يسهل التلاعب به وبمشاعره.
أنا الآن في حزن شديد، وقهر، وحيرة من أمري، ولا أستطيع تقبل الموضوع، فهل أطلقها وأخسر بيتي وأطفالي أم أمنحها فرصة أخرى؟ وكيف لي أن أتجاوز المشاهد التي رأيتها في بعض الصور؟ خاصة أني أشعر بالندم والخسة لأني لم أطلقها حتى الآن!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك في عمرك، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يصلح حال زوجتك، إنه بر كريم.
أخي الكريم: زوجتك امرأة عصت الله وتابت، وحديثها معك حديث المرأة المنكسرة التي زلت قدمها، وكانت لا تريد ذلك، وهي مدركة لما فعلت من خطأ التواصل مع من لا يحل، وما حدث بينهما مما تجرمه الشريعة، لكن -نحمد الله- أن الأمر لم يصل إلى أكبر من ذلك.
لذا ننصحك -أخي- بإعادتها إلى بيتها، والحفاظ على بيتك وأولادك مع فعل ما يلي:
أولا: احتواء الزوجة والحديث معها عن معرفة الأسباب التي أوقعتها في هذه الأمر المحرم، ومن ثم إزالة تلك الأسباب، وعلى رأسها أن تقوم خير قيام بإشباع حاجاتها العاطفية، وحقوقها الزوجية من كل النواحي.
ثانيا: أحسن إليها جهد طاقتك، فإن المرأة أسيرة الإحسان، وهي زوجتك أم أولادك، وليس لها بعد الله إلا أنت.
ثالثا: اجعل لها محيطا آمنا من الأخوات الصالحات، فالمرء بأصحابه وإخوانه، والذئب يأكل من الغنم القاصية.
رابعا: احتسب أجر الستر عليها عند الله، فمن ستر مسلما ستره الله تعالى في الدنيا والآخرة.
خامسا: أكثر من الدعاء لها بأن يصلحها الله عز وجل، فالدعاء -أخي- سهم صائب.
سادسا: احذر خطوات الشيطان، واعلم أنه متربص بكل أسرة صالحة، وأن أقصى أمانيه تقويض أمرها، وهدم عشها، هذه مهمته، وهذا دأبه، قال الله: (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون).
لقد بينت السنة الصحيحة حرص الشيطان على التفريق بين الأحبة، ولا سيما الزوجين، فعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا. قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته. قال: فيدنيه منه، ويقول: نعم أنت) رواه مسلم.
اجتهد -أخي الكريم- في إبعاد خطواته عنك، واستعن بالله ولا تعجز، والحوار والمصاحبة بالمعروف هو الطريق الآمن لكل أسرة، تريد السلامة في الدنيا والنجاة في الآخرة، فسامح زوجتك، واعمد إلى الاحتواء والستر، وإنا نسأل الله أن يبارك فيكم.
والله الموفق.