أشعر بالضيق بسبب موقف أهلي ممن أريد خطبتها، فما الحل؟

0 1

السؤال

السلام عليكم

كنت في علاقة تعارف مع فتاة أحببنا بعضنا لمدة 5 أشهر، وقد أخبرت والدتي عنها، وهي أخبرت والدتها عن ظروفي المادية، وكان الموضوع مقبولا من الطرفين.

ذهبنا لخطبتها، لكن بعدما عدنا للبيت، وجدت رفضا من والدتي، لأسباب لها علاقة بأن المستوى الاجتماعي غير متساو، وأنها ليست على قدر من الجمال، وأن الصور التي أريتها لوالدتي كانت بفلتر، وشكلها في الحقيقة مختلف تماما.

قالت والدتي إن الفتاة أخبرتني بمكان سكنها، والحقيقة أنها تسكن في مكان آخر غير الذي أخبرتني به.

أمي قالت لي إنك لن تستطيع التعامل مع أهلها؛ لأنهم مختلفون عنا، وأصبحت أمي تبكي؛ لأنها لا تريدها، حاولت تهدئة الأوضاع، لكن دون جدوى، ووالدتها اتصلت بي لتعبر عن غضبها وبدأت تطعن في والدتي، وقالت إنها قاسية ولا تحب الخير للناس، حاولت تهدئتها، عندما رأت أمي أني حزين، قالت: لا مشكلة لدي، لكني لست مرتاحة.

عندما أخبرت الفتاة أننا مستعدون لتكملة الموضوع، اتصلت بي أمها وهي غاضبة، وقالت لي إن أهلك لم يتصلوا بنا، قلت لها: أهلي سيتصلون، لكن والدي متعب من العمل، وهو نائم الآن. قالت لي: أنت تخدع ابنتي.

كانت نيتي فقط إصلاح الأمور، لكن والدتها رفضت وتعنتت، وحاولت أن أخبر الفتاة أن تعطيني فرصة أخرى، وسأجعل أهلي يتصلون بأهلها، لكنها رفضت بشدة وقالت لي: لقد أهنتمونا وتراجعتم في قراراتكم.

لم أكن أتوقع هذا الرد من أهلي، لكنني كنت بين نارين: أن أخسر أهلي، أو أخسر الفتاة، لقد خسرت الفتاة وأصبحت أشعر بالضيق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

أخي الفاضل: نحن نقدر تماما الظرف النفسي الذي تمر به، ونتفاهم كذلك هذا الصراع الذي لا يراد له أن يهدأ في صدرك، ونعلم يقينا صدق مشاعرك التي يراد لها أن تنمو لتخسر أهلك أو تخسر نفسك، وتظل حبيس تلك الدوامة، فانتبه -رعاك الله تعالى- إلى هذه النقاط التالية:

أولا: افتراض أن هذه الفتاة كانت الأصلح لك والأفضل، وأنها كانت لك وبين يديك، ثم رحلت بسبب تعنت أهلها أو أهلك، أو الاثنين معا، هو افتراض خاطئ -أخي الكريم-؛ لأنك تعلم بحكم إيمانك أنها لو كانت لك فسيكتبها الله، ولو اتفق على منعكما أهل السموات والأرض، ولو كانت لا تصلح لك لسبب من الأسباب حتى تبتعد عنها، ولو طال حرصك عنان السماء، ثم أنت مؤمن بأن الله يقدر لعبده الخير، وأن ما قدره الله لك من عطاء هو الخير لك، وما صرفه عنك من بلاء هو الخير لك. إيمانك بهذه النقطة سيريحك كثيرا، وإيمانك بأن من اختارها الله لك هي في علمه جل شأنه من قبل أن يخلق الله السموات والأرض بخمسين ألف سنة سيريحك أكثر، فقد روى مسلم في صحيحه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب، فكتب مقادير كل شيء، قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء".

ثانيا: والدتك فعلت ما عليها وأوضحت لك ما كان عنك غائبا، وهي أرفق الناس بك وأنت أحب الناس إليها، هي الوحيدة في الدنيا التي تحبك لأجلك وتتمنى لك سعادتك ولو على حساب تعاستها، وقد وافقت -وهي غير مقتنعة بالزواج- على الفتاة لأجلك أنت، فاحمد الله عليها وأحسن برها، وهدأ من روعك.

ثالثا: النساء كثير، وأنت -والحمد لله- في سن يسمح لك بالاختيار، فلا تضيق واسعا، ولا تغلق بابا عليك والأبواب كلها مفتوحة مشرعة لك.

رابعا: من واقع خبرتنا -وهي والحمد لله كبيرة- أن الزواج الذي يبدأ بمثل هذه الاختلافات بين الأهلين تكون نتائجه غير جيدة، وأكثر من يتلظى بها هو الزوج، فأنت الآن ما عرفت الفتاة إلا من أشهر خمسة، وما حدث بينكما خطبة، ومع ذلك تعبت ودخلت في مثل تلك الدوامة، فكيف لو كانت زوجتك وحدث مثل هذا الاختلاف؟! لعل الله نجاك -أخي- من مصير كثير من الأسر التي تهدمت حياتهم بمثل هذه الأسباب.

نصيحتنا لك:

- قبل رأس أمك، وأخبرها أنك لن تتزوج إلا إذا كانت راضية عن الزوجة التي تريدها.
- اغلق باب تلك الفتاة، وقل في نفسك الله أعلم بالخير ولو كانت خيرا لوفقها الله لي.
- ابحث عن امرأة صالحة برة تقية وستجد، فالخير كثير.
- امسح رقم هذه الفتاة من جوالك، وكل وسيلة تواصل معها أو مع أمها، واغلق الباب بالكلية.

هذا هو الطريق، وإنا نسأل الله أن يرزقك الزوجة الصالحة، وأن يعينك على طاعة الله تعالى، ونحن إخوانك راسلنا في أي وقت.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات