السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رأيت فتاة يظهر عليها الالتزام، وفيما يخص أمر الزواج: فإن والدتي لا تقبل أن أتزوج إلا بعد أن أنهي دراستي الجامعية، ولدينا في البيت غرفة إضافية، لكن أخي يعيش معنا، والغرفة الإضافية مقابل غرفة أخي، أما المصاريف الأساسية، مثل: الكهرباء، والطعام، وغيرها، كلها مدفوعة أصلا؛ لأني أعيش مع الأهل، ولدي تقريبا 2000 دولار، وكل شهر أحصل على ما يقارب 150 دولارا.
أما فيما يتعلق بي وبشخصيتي، فأنا لدي من الخير والشر في نفسي، فأنا -والحمد لله- لدي تعظيم للدين، ومحافظ، وأحاول الالتزام بالصلاة في المسجد، وأحاول الالتزام بالسنة في بعض الجوانب، لكن الشر الذي لدي هو الكسل، وضعف الهمة في النوافل وطلب العلم، ويمكن أن أقول ضعف المسؤولية، ومشترك في برنامج إلكتروني، وحلقة تحفيظ، لكني مقصر فيهما كثيرا، وكذلك في الدراسة.
علما بأن مستواي كان عاليا على الدفعة، وتمر علي أيام لا أراجع فيها المحاضرات، وألعب الألعاب الإلكترونية في الأيام الأخيرة، وأعتقد أن هذه صفة خطيرة في الزواج، أعني الكسل وضعف المسؤولية.
حصلت لي مشكلة مع أختي؛ لأنها تصرفت معي بشكل فظ جدا، واتضح أن سبب المشكلة كان ناتجا عن سوء تفاهم! وغضبت كثيرا ولكن لم أمد يدي عليها، ولم أتلفظ بكلمات بذيئة -والحمد لله-، لكني قسوت عليها جدا في التأنيب، وكان مني أمور أرى أنها لا تنبغي من ناحية الغضب، فلست سيئا جدا ولا محسنا.
البنت التي ذكرتها أرى أنها من الصحبة الصالحة المعينة على الطاعة، وعندها قناة على التيليجرام، وهي معي في الجامعة، فهل أقدم على خطبتها؟ وما رأيكم في أن أطلب من زميلة لي التعرف إلى البنت؟ فأنا لا أكلم النساء.
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نحمد الله إليك تدينك، وحسن أخلاقك، وابتعادك عن مخاطبة النساء دليل خير فيك، ونسأل الله أن تكون ذلك وزيادة، وبعد:
أنت الآن في مرحلة تعليمية يجب أن تنجز، وسنك -والحمد لله- صغير نسبيا، فليس ثمة قلق من هذه الناحية، ثم إنك من الناحية المادية قد ذكرت أنك غير مستعد الاستعداد المريح، الذي به تعيش من غير ضغط عليك وعلى زوجتك، ولذلك ننصحك بما يلي:
1- ترك التفكير في الزواج في الوقت الحالي؛ حتى تنتهي من الكلية أو تقارب الانتهاء.
2- عدم القلق من عدم وجود فتاة صالحة، فإن الخير كثير.
3- الزواج الصحيح لا يقوم على صلاح الفتاة فقط، بل هناك عوامل كثيرة، منها رضا الوالدة عن هذا الزواج.
إذا أضفنا إلى ذلك تغييرات تحدث للشباب ما بين سن 20 إلى 25 سنة، وقناعاته تتطور، وما كان محببا إليه الآن يضعف حبله مستقبلا، وما كان بعيدا منه الآن يقترب منه مستقبلا، وكل هذه عوامل يجب أن تكون حاضرة في ذهنك.
ولأجل ذلك كله: لا ننصحك بالإقدام على الزواج الآن، ولا التفكير فيه، بل اجعل كل تفكيرك في إنهاء جامعتك، وأحسن إلى والدتك ولا تخالفها، بل اجتهد أن تتحاور معها، واعلم أنك أحب الناس إليها، وهي أكثر الناس حرصا عليك.
كما نود منك أن تضع برنامجا علميا تشغل به وقتك حتى لا يستغل الشيطان فراغك، وصحبة صالحة تعينك على الطريق، وهي أيام وستمر سريعا ثم يعقبها -إن شاء الله- الراحة والسعادة، وتبدأ بعد ذلك في النضج الفكري، وتستطيع اختيار فتاة صالحة دينة خلوقة ترضى عنها والدتك، وتتحسن ظروفك المعيشية أكثر -بإذن الله-؛ حتى لا يسبب ذلك ثقلا زائدا عليك.
وفقك الله ورعاك، والله المستعان.