السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خطبت فتاة وكنت أحبها وأهتم لأمرها، وأخبرتها بحبي لها، لكني لا أستطيع التعامل مع عيوبها، فهي عنيدة، وتعتب كثيرا، ولا تصل الرحم بوالدتي المريضة؛ فتركتها.
أخبرتني بأني ظلمتها وكذبت عليها، ودعت علي وعلى والدتي، وقالت: إنها ستكون خصما لي يوم القيامة، هل أنا مذنب أو آثم لأني تركتها؟ وهل يجب علي الخوف من دعائها؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.
أولا: نسأل الله تعالى لك الإعانة على بر أمك والإحسان إليها في ضعفها، ونحن على ثقة من أن هذه العبادة ستفتح أمامك أبواب السعادة، فنسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.
وثانيا: الخطبة مجرد وعد بالزواج وليست عقدا لازما، فتركك لهذه الفتاة بعد الخطبة بسبب أنك رأيت فيها من الأخلاق والصفات ما يصرفك عن حبها والتعلق بها؛ هذا الترك ليس فيه إثم ولا اعتداء، فنصيحتنا لك: بأن تتجاهل هذه الفتاة وتقطع التواصل بها، ولا تلتفت إلى ما تهددك به من الدعاء عليك، أو الوقوف خصما لك بين يدي الله يوم القيامة، فإنك لم تقع في ظلم محرم.
وهي ربما تظن أن فسخ الخطبة اعتداء وظلم ولهذا تدعو، فلا تبال أنت بهذا كله، فإن الله سبحانه وتعالى حكم عدل، وإنما يستجيب من الدعاء ما خلا من الإثم، كما جاء في الحديث: (ما لم يدع بإثم، أو قطيعة رحم)، فمن دعا بإثم واعتداء فإن الله تعالى لا يقبل منه دعاءه ذلك، وقد قال الله سبحانه وتعالى: {ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين}.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لكل خير.