نادم بشأن قرار الانفصال عن مخطوبتي، فما العمل؟

0 1

السؤال

السلام عليكم.

خطبت زميلتي في العمل منذ عام تقريبا، وتخلل تلك الفترة العديد من الضغوطات النفسية؛ من حيث العمل المكثف لساعات طويلة، إلى جانب وظيفتي الأساسية من أجل تغطية تكاليف الزواج، والتي سببت تراكم العديد من المشاعر السلبية في قلبي، بسبب بعض المواقف التي حصلت بيننا، والتي أظن أنها ستسبب لنا مشاكل في المستقبل.

وقد حاولت أن أتناقش بشأن تلك الأمور مع المخطوبة، ولكنني لم أشعر بأي استجابة؛ وذلك بسبب صعوبة التواصل بيننا؛ ولأن والدها لم يسمح لي بأن أزورها في منزلها، وأن أجلس معها خارج العمل؛ بحجة أنني أراها في العمل يوميا؛ مما سبب لي ضيقا في الصدر، وأعمى بصيرتي، فقررت تركها، مما سبب ذلك نشوب خلاف حاد بين والدي ووالدها، فما كان من والدها -للأسف- إلا أنه تلفظ على والدي بألفاظ لا يقولها رجل لرجل آخر، فانتهى الأمر عند هذه اللحظة.

وبقينا على هذا الحال لمدة من الزمن، لكنني أراها يوميا بحكم وجودها في العمل معي، ولا أخفي أن هذا بحد ذاته شيء صعب؛ لأنني شعرت بأنني تسرعت، وعلى الرغم مما لديها من السلبيات -ومن منا يخلو من السلبيات؟-، كانت الغمامة قد أعمتني عن إيجابياتها؛ فهي امرأة مؤمنة، تخاف الله، ولا يعيبها ما قد يؤدي إلى دمار الأسرة، هي ليست بخيلة، أو كذابة مثلا، وقد تحدثت معها، واتضح لي أنها تود الرجوع أيضا، ولكن الموقف أصبح معقدا جدا بين أهالينا، يقول لي أبي كيف ترجع بعد ما قاله الرجل؟ وأرى أنني عالق هنا، فماذا أفعل؟ أشيروا علي -أكرمكم الله-.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال.

نحن على يقين بأن المسألة تعقدت بدخول الأهل من الطرفين، وبالإساءة الحاصلة من والد الفتاة، ولكن (ولا تزر وازرة وزر أخرى)؛ فما ذنب الفتاة في هذا الذي حدث؟ ثم ما هي المصلحة في تخريب هذه العلاقة التي كانت تمضي في طريق صحيح، لأجل تدخلات من هنا أو هناك؟

علينا أن نعلم أن الأمر صعب، ولكن ينبغي أن نفكر في الموضوع بطريقة شاملة، وبطريقة تراعي المصالح، فإذا وجد الميل، والتفاهم، والانشراح، والارتياح، وإمكانية إكمال المشوار، فننصحك بأن تجدد الرغبة في الارتباط، وأرجو أن تخرج هذه الرغبة عن طريق شخص ثالث يتدخل كعم لك، أو خال، بأن يتواصل مع والدها، ويبين له أنكم حريصون على إكمال هذا المشوار، وبعد ذلك لا مانع من مطالبته بأن يعتذر عن الموقف السلبي الذي حصل تجاهكم.

فإن اعتذر فذاك، وإلا فنحن نعود فنذكر بقول الله: (ولا تزر وازرة وزر أخرى)، وعليك أن تعلم أنه لا يمكنك أن تفوز بفتاة بلا نقائص، وعليها أن تعرف أيضا أنها لن تفوز بشاب بلا نقائص، ولا عيوب، ولن يفوز أحد منكما بطرف ليس فيه سلبيات، لا في والديه، ولا في إخوانه، ولا في بيئته؛ فنحن بشر، والنقص يطاردنا، وقبول الشاب بالفتاة أو العكس يعني قبول بيئتها، وظروفها، ومن حولها؛ لأن الزواج ليس مجرد علاقة بين شاب وفتاة، ولكنه علاقة بين أسرتين.

ومثل هذه المواقف والكلمات ينبغي أن تمر، ولا نقف عندها طويلا، طالما كان أصل الوفاق موجودا، وطالما كانت الرغبة موجودة، وطالما كان الدين موجودا بينكما، فنسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على تجاوز هذه الصعوبات، وأعتقد أن دخول عم من الأعمام -أو قريب له كلمته- سيكون له أثر في إقناع الوالد، وأيضا في التواصل مع والد الفتاة، حتى لا نحرج الوالد، وقد يكون داعية، أو وجيها له كلمة مسموعة، فيتدخل ليصلح هذا الخلل، ويطالب الطرف الذي أساء بأن يعتذر، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لكم الخير، ثم يرضيكم به.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات