كيف أتصرف مع خطيبي الذي لا يصلي كسلاً؟

0 537

السؤال

خطبت لشخص ابن عائلة راقية ومحترمة كثيرا، ووافقت على هذا الشخص بعد السؤال عنه في منطقة سكنه وعمله، وبعد أن أكد الجميع لي أنه ذو أخلاق عالية وأنه من أفضل الشباب، وكلما نسأل عنه أحدا يقول: لو أن لي بنتا لزوجته إياها؛ فهو إنسان ملتزم ومرضي عنه عند والديه وهمه عائلته وعمله فقط.

فأعجبني ذلك فيه ووافقت على هذا الأساس؛ ولأني في هذا العصر لن أجد مثل أخلاقه، ولكن اكتشفت بعد الخطبة بأنه غير ملتزم بالصلاة، وأنه لا يصلي سوى أوقات معدودة وفي رمضان! وبعد الكلام معه علمت بأن تركه للصلاة سببه الكسل.

ولكن مشكلته هي عمله الطويل والذي يتطلب منه أن يذهب إلى عدة أماكن يوميا، والأماكن بعيدة عن بعضها، وهذا سبب من الأسباب التي أبعدته عن صلاته! وأنا الآن أريده أن يلتزم بصلاته وأن لا يتركها أبدا، ولكن ما هي الطريقة؟ وكيف سأجعله يصلي؟ وكيف أهديه للصلاة؟ علما بأن الله هو الذي يهدي فإن الله يهدي من يشاء.

كثيرا ما فكرت في تركه وفسخ عقد الخطبة، ولكن قلت لنفسي لعل الله أرسله لي؛ لكي أساعده في العودة للصلاة والهداية إلى سبيل ربه، فكيف أتركه؟ لعل الله ييسر هداه على يدي؛ كي أكتسب الأجر والثواب!

إنني أحبه كثيرا ولا أحب أن يعاقب على ترك صلاته؛ لذلك ما هو الحل السليم؟ وكيف أبتدئ الكلام معه في هذا الموضوع؟ وماهي الطريقة السليمة التي لا تجعله ينفر من كلامي؟ يعني ما نوع الكلام؟ وهل أشجعه بالأشياء التي يحبها أم أن نيته ستتزعزع... أي: أنه سيصلي من أجل ما يحب وليس من أجل الله؟
وإن أصبح يصلي، فكيف أجعله مثابرا وغير تارك للصلاة؟ وما هي الأدعية التي تثبته على صلاته؟ وما هي الأدعية التي تجعل حياتنا الزوجية سعيدة وفي رضا الله دائما؟

أرجوكم! أفيدوني وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ Salam حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يرضيك به، وأن يلهم خطيبك سداده وصوابه.
وقد أحسنتم بسؤالكم عن أخلاق الخاطب وسيرته بين الناس، وحبذا لو بدأتم أسئلتكم بأمر الصلاة، فإنها الميزان في الدنيا والآخرة، وكان السلف إذا أرادو أن ينظروا في دين إنسان نظروا أولا في صلاته، وقد كتب عمر لعماله وقال: (إن أهم أموركم عندي الصلاة، فمن حافظ عليها فهو لما سواها أحفظ، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع).
وإذا كان الرجل يصلي لكنه يتكاسل أحيانا لظروف عمله، فإن العلاج سوف يكون ميسورا -بحول الله وقوته– ونحن نشكر لك هذا الحرص على هدايته، ونتمنى أن يوفقك الله.

ولا يخفى عليك أن المرأة هي صاحبة التأثير الأكبر على الرجل، وعندها من الوسائل والأسلحة التي تؤثر بها على زوجها، فاصدقي الله في دعوته إلى الصلاة والصلاح، وتوجهي إلى من يهب الهداية ويرزق الفلاح، وكوني في بيته كالمصباح، ووفري له الهدوء والابتسامة المشرقة، وتجنبي العناد والصياح، واختاري لنصائحك الكلمات اللطيفة والأوقات التي يشعر فيها بالارتياح.

وإذا كان هذا الزوج صاحب سيرة حسنة بين الناس، وعنده كثير من الإيجابيات، فاتخذي ذلك مدخلا لقلبه، كأن تقولي له إن الناس يثنون عليك وأنا سعيدة بك وبأخلاقك، لكن هذه الأشياء الجميلة تحتاج أن تضع عليها تاج المحافظة على الصلاة، التي هي ركن الإسلام وعماد هذا الدين، وقد توعد الله المفرطين في أدائها فقال سبحانه: ((فويل للمصلين* الذين هم عن صلاتهم ساهون))[الماعون:4-5]، قال بلال بن سعد بن أبي وقاص لأبيه: (يا أبتاه! أهم الذين لا يصلون؟ قال: يا بني! لو تركوها لكفروا، لكنهم الذين يؤخرونها عن وقتها) فالويل لمن يؤخر الصلاة، وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما: (تلك صلاة المنافق، يرقب الشمس حتى إذا أرادت أن تغرب صلى أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلا)، وقولي له بلطف: (وسوف تكتمل سعادتي بمواظبتك على الصلاة، لأننا نريد أن يكون بيتنا بيت إيمان وطهر وصلاح).

ونحن نتمنى أن يشعر بحرصك على الصلاة، وبإصرارك على أن يكون زوجك محافظا على دينه وصلاته، ولا ننصحك بتقديم تنازلات في فترة الخطبة التي ما هي إلا وعد بالزواج، ولا مانع من أن تعلني له رغبتك في الارتباط به، شريطة أن يكمل الخيرات التي عنده بالمحافظة على الصلاة، وقولي له أهم شيء أطلبه منك قبل الدرهم والدينار هو أن تكون عونا لي على طاعة الرحيم الغفار.

وأرجو أن تكثروا له من الدعاء، فإن ذلك يعينه على الثبات، واطلبي منه أن يدعوا لنفسه بالثبات، ورددي دعاء الصالحين في كتاب رب العالمين: ((والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما))[الفرقان:74].
وفي الختام نوصيك بتقوى الله، والحرص على ما يرضيه، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات