السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تركت فعل معصية منذ فترة كبيرة جدا، و-الحمد لله- لم أفعلها أبدا، ولكن بدأت أراها بكثرة شديدة في أحلامي، وكأني قمت بها، وذات مرة رأيت في الحلم أني أفعلها، حتى أني استيقظت وقمت بفعلها عمدا، وأنا لا أريد ذلك، ولا أريد القيام بها.
ماذا أفعل لكي أتخلص من الأحلام التي تقودني إلى فعل المعصية مرة أخرى؟ على الرغم من تركي للمعصية، وعدم حبي للقيام بها، فأنا أخشى أن أفعلها مرة أخرى!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.
ابتداء هنيئا لك توبتك إلى الله -عز وجل-، وهنيئا لك تلك الاستقامة، وهي إن دلت فإنما تدل على قلب يحن إلى الطاعة، ولا يرغب في معصية الله، ونسأل الله لك الثبات على الطاعة، إنه جواد كريم.
الأخت الفاضلة: إن للشيطان وسائل يستخدمها وينوع فيها، القصد منها صرف الإنسان من الطاعة إلى المعصية، ومن اليقين إلى الشك، ومن الإيمان إلى الكفر -عياذا بالله-، وقد علم الشيطان منك صدق التوبة، فأراد أن يأتيك من هذا الطريق؛ لعلمه أنه من أشد الطرق على التائبين، وهو دوام تذكيرهم بالذنب، لذا ننصحك بما يلي:
أولا: عدم القلق أو الاضطراب؛ لأن الله لن يحاسبك على ما يأتيك في منامك، من غير قصد منك، ولا إرادة.
ثانيا: عدم التفكير كثيرا في الحلم إذا وقع، مع التهوين بأن هذا أمر عادي، وأنه من وسائل الشيطان، وأنك قادرة على تخطيه -بإذن الله-.
ثالثا: المحافظة على أذكار الصباح والمساء، والنوم.
رابعا: النوم على وضوء، مع قراءة آية الكرسي، ثم قراءة المعوذات، وقل هو الله أحد في كفيك، ومسح ما استقبلت من جسدك، والمحافظة على أذكار النوم.
خامسا: قراءة سورة البقرة، أو الاستماع إليها كل ليلة.
سادسا: الاجتهاد في المحافظة على هذا الذكر إذا استيقظت ليلا، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من تعار من الليل، فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا، استجيب له، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته).
سابعا: الابتعاد عن الفراغ بكل أسبابه؛ لأن الفراغ حديقة الشيطان الخلفية، فاجتهدي ألا يقتحم عليك حياتك من خلال الفراغ.
ثامنا: التعرف إلى أخوات صالحات؛ والتعاون معهن على الأمور المفيدة، وقضاء أوقات الفراغ معهن؛ فإن هذا من معينات الاستقامة.
هذا هو الطريق، مع كثرة الدعاء، والصبر، وثقي أنها فترة -إن شاء الله- وستذهب تلقائيا، وأنت مأجورة عليها، وعلى جهادك إياها.
نسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، والله الموفق.