حفظت القرآن وكان أبي السبب في ذلك، فكيف أجازيه؟

0 4

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين، فقد من الله علي بحفظ القرآن الكريم، والإجازة فيه، وكان هذا حلم والدي الذي توفي منذ أسبوعين، رحمة الله عليه.

كان دائما يسألني في القرآن، وأسمع عليه محفوظي، فكيف أدعو الله أن يجعل حفظي للقرآن في ميزان حسناته، وشفيعا له؟ لا أعلم كيفية الدعاء والصيغة التي أدعو الله بها، لكي يجعل ما فعله أبي معي في مسيرة حفظي في ميزان حسناته.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رحاب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الحافظة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يرحم والدك، وأن يرزقك بره بعد موته، وأن يجعل القرآن شفيعا لك، آمين.

الأخت الكريمة: من صور البر بعد الموت صلاح الولد في ذاته، لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عنه عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) رواه مسلم، وسؤالك دال على خير فيك، ونسأل الله تعالى أن تكوني من العمل الصالح الذي ينفع الوالد في قبره، -بإذن الله-.

وأما سؤالك فقد قال أهل العلم: بجواز أن يهدي المكلف ثواب عمله الصالح لغيره من حي أو ميت، فإهداء الثواب لا مانع منه، وهو جائز عند جمهور أهل العلم، يقول ابن قدامة في المغني: (إن الميت ينتفع بسائر القربات، ومنها قراءة القرآن، وأن أية قربة فعلها الإنسان وجعل ثوابها للميت المسلم؛ نفعه ذلك بإذن الله تعالى) وقال ابن تيمية: (إن الميت ينتفع بجميع العبادات البدنية من صلاة، وصوم، وقراءة قرآن، كما ينتفع بالعبادات المالية وغيرها من صدقة ودعاء واستغفار).

فإذا قرأت القرآن وقلت: اللهم اجعل ثواب ما قرأت لأبي أو لأمي أو لهما، سواء كان حيا أو ميتا ، فإنه يصل بأمر الله تعالى، وبعض أهل العلم استحب أن يقول: اللهم اجعل ثواب ما قرأت لفلان وفلان ولا تحرمني الأجر.

نسأل الله أن يبارك فيك وأن يرحم والدك، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات