أيهما أفضل الجامعات المختلطة أم غير المختلطة في حالتي؟

0 2

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما هو حكم دراسة الدروس المختلطة في الممرات وليس قاعات الدراسة في الجامعة، وأنا بإمكاني الخروج والدراسة في جامعة غير مختلطة، ولكن بالمقابل زواجي سوف يتأخر لمدة سنة، وأفقد طلب العلم؛ لأن داخل الجامعة يوجد طلبة كثر، أكثر من أي جامعة أخرى.

أفتوني بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخانا الحبيب- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يوفقك للخير، وأن يكفيك بحلاله عن حرامه، ويحمينا وإياك من كل سوء ومكروه.

نشكر لك حرصك على معرفة الحكم الشرعي، وهذا من توفيق الله تعالى لك، فنسأل الله تعالى أن يزيدك هدى وصلاحا.

أما بشأن الاختلاط في الدراسة، فالحكم الشرعي فيه راجع إلى معرفة الحال والواقع، فإذا كان الإنسان يستطيع أن يغض بصره، ويتجنب الوقوع في خطوات الشيطان؛ فإن هذا الاختلاط -بمعنى وجود الرجال والنساء تحت سقف واحد- لا يضره، فإن تبرجت بعض النساء فالإثم عليهن، ما دام الإنسان محتاجا إلى الوجود في هذه الأماكن.

أما إذا خشي الإنسان على نفسه الوقوع فيما حرم الله تعالى عليه، وأمكنه أن يتجنب هذا بدون ضرر كبير؛ فإن الواجب عليه أن يحفظ دينه، وأن يعلم بأن الله تعالى حين حرم عليه النظر إلى المرأة الأجنبية ومخالطتها بما يدعوه إلى الافتتان بها، إنما فعل ذلك سبحانه وتعالى لأنه أراد به الخير، وأراد أن يجنبه أسباب الشر والفساد، فإن الله تعالى إذا حرم شيئا حرم الوسائل المؤدية إليه، فلما حرم الزنا وجعله من أفحش الفواحش، وهو كذلك؛ لأنه يؤدي إلى كثير من المفاسد، والقضاء على الضروريات، كاختلاط الأنساب، وانتهاك الأعراض.

فلما حرم الله تعالى الزنا وجعله بهذه المرتبة من الفحش والإثم؛ حرم الوسائل المؤدية إليه، كنظر الرجل للمرأة الأجنبية، وتبرج المرأة، واختلاء الرجل بالمرأة، ولمس الرجل للمرأة وغير ذلك؛ فهذه كلها خطوات ومراحل نحو تلك الفاحشة، فمن رحمة الله تعالى أنه حرم على الإنسان تعاطي هذه الخطوات، ولم يبحها له؛ حتى لا يجره الشيطان من خلالها إلى الوقوع في الفاحشة، فتحريم هذه الوسائل من كمال رحمة الله تعالى ولطفه وحكمته، وليس الأمر كما قال الشاعر:
ألقاه في اليمن مكتوفا وقال له...إياك إياك أن تبتل بالماء.

فلنعلم -أيها الحبيب- أن تحريم هذه المحرمات المقصود به اللطف بنا، والرحمة، والتخفيف علينا، وبعد هذا كله أنت فقيه نفسك، والحكم الشرعي -إن شاء الله- قد بان لك وظهر، فإن كان هذا الاختلاط في هذه الدراسة لا يؤدي إلى وقوعك في المحرمات، وكان في ذلك تحقيق مصالح لك، كالتعجيل بتخرجك للزواج، وتحصيل العمل، ونحو ذلك، فننصح بالبقاء والاستمرار، وإلا فاصبر واحتسب ما يفوتك أو ما تتعرض له من عناء ومشقة يسيرة في سبيل تجنب هذه المحرمات.

نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات