السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة عمري 25 سنة، ولدت في عائلة محافظة حيث لا خروج من البيت إلا لقضاء الشئون، ولا اختلاط مع الأجانب عنا، وكان تعليمنا مختلطا، ومع هذا بقيت على مبادئي وسلوكي، وكنت والحمد لله مثلا وقدوة. ولكن كانت عندنا مشاكل لا تنتهي في البيت، فدائما هناك خصام، ووالدي دوما يضرب والدتي لأتفه الأسباب، مما زاد في انطوائي وإحساسي بالوحدة.
وقد دخلت الجامعة ودرست ونجحت بفضل من الله والحمد لله. وقد أعانني الله على أن أقاوم كل الملذات، وألا أنجرف في التيار الذي أراه كل يوم، إلى أن انقلبت حياتي رأسا على عقب؛ حيث تعرفت على شاب يدرس معي، وكان هو المبادر، وأخبرني بحبه الشديد لي، ولا أدري لماذا صدقته بسرعة وما زلت أصدقه. المهم استطاع أن يجعلني أحبه، وصرنا نقضي كل أوقات الفراغ معا، وكنت أشعر بعدم الرضا مما يحدث، وأقول له: هذا حرام، ولكنه كان يشجعني ويقول لي بأنه الحب، ويعدني بالزواج، فانجرفت معه، وقدمت العديد من التنازلات، دون أن أسمح له طبعا بتجاوز الحدود، فموتي أهون من ذلك. وكنت كلما عدت إلى البيت بكيت خفية، وتضرعت إلى الله أن يسامحني ويغفر لي، مع العلم أنى لا أصلي، وهو يصلي ويحرص على صلاته، بل ويشجعني دائما على الصلاة، وقد فاتح أهله في موضوع زواجنا فرفضوه، لا لشيء سوى أنهم يريدون تزويجه بقريبة له هو لا يحبها.
باختصار مرت الآن ثلاث سنوات، ولم يتغير شيء فيها من ناحية أهله، مع العلم أننا لم نر بعضنا سوى مرة واحدة طيلة هذه الفترة، وبيننا الهاتف فقط؛ مما أثر على نفسيتي ومشاعري نحوه، حيث صرت أشعر ببرود نحوه تارة، وطورا يعاودني الحنين إليه. وقد كثرت المشاكل بيننا وابتعدنا فترات طويلة، مما جعلني أنقم على نفسي التي تخلت عن مبادئها من أجله، فصرت أتبرج، وأستعمل الماكياج خفية من أهلي. وقد حاول أحدهم إغوائي فطاوعته في بعض الأشياء دون أخرى؛ حتى أثبت لنفسي أني تافهة لا قيمة لي، وأنى لا أستحق شيئا. وهذا ما صرت أشعر به فعلا، لقد صرت محطمة تمر أيامي كئيبة حزينة لا لون لها ولا طعم، صرت أشعر بفداحة أخطائي، وصار همي ألا يعلم أهلي بقصتي، وأن يرزقني الله زوجا صالحا يسترني ويرعاني. وأرجو الستر والتوبة والمغفرة من الله، ولكني لم أستطع أن أبدا أولاها، ألا وهي الصلاة.
أرجوكم ساعدوني. فوالله لست من المستهترات ولا من بنات السوء، ولكن تلك ظروفي وما مررت به شرحته لكم، فلا تشتموني أو تلعنوني، بل اطلبوا لي الرحمة والمغفرة والصلاح؛ فإني أشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.