السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وبعد:
أساتذتنا المحترمين! وفقكم الله على خطاكم فقد قررت أن أسألكم سؤالا، ونتمنى منكم الرد عليه بكل حديث ونصوص تحمس مشاعرنا، وتؤثر على قلوبنا بالخير والطمأنينة.
وسؤالي هو: ما هو السبيل الذي يمكن أن أتخده بعد أن قصر عملنا للدين الإسلامي السمح، فقد فرض علينا الوقت أمورا لا طاقة لنا بها، حيث أنه لم تتح لنا الفرصة وقت الصلاة، والمشكلة الثانية هو عدم صلاتي لتلك الصلاة الفائتة؛ مما يؤدي بي إلى عدم صلاة الحاضرة في بعض الأحيان، الكلام طويل لكن فيما بعد.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبخصوص ما ورد برسالتك فإن ما تشكو منه من ضعف الإيمان وعدم المواظبة على الصلاة لعدة أسباب، بعضها شخصي وبعضها خارجي، أما عن الخارجي فإنه ومما لا شك فيه أن للبيئة دورها في الإعانة على الطاعة، فكلما كانت البيئة صالحة كانت معينة ومساعدة لصاحبها على الطاعة والاستقامة والعكس؛ ولذلك أمرنا الإسلام بالبحث عن البيئة الصالحة، ومحاولة إيجادها إن كانت غير موجودة.
لذا يلزمك البحث عن صحبة صالحة طيبة تعينك على طاعة الله والاستقامة على شرعه وإقامة الصلاة، فانظر فيمن حولك والتزم قول الحبيب عليه الصلاة والسلام: (لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقي)، فهذا من أهم أسباب الإعانة والمساعدة إن شاء الله.
وأما عن الشق الشخصي وهذا هو الأهم، وأعتقد أنه لا يخفى عليك قوله تعالى: ((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم))[الرعد:11]، فإذا لم تلزم نفسك وتحثها على الطاعة والصلاة فلم ولن تؤدي إلى طاعة مطلقا، ولذلك لابد من النظر في الأسباب التي تؤدي إلى هذا التكاسل والضعف، ومحاولة علاجها والقضاء عليها مهما كانت؛ لأنه ومما لا شك فيه أن هذا الضعف والتكاسل والفتور له أسبابه، فابحث عنها وحاول القضاء عليها، واجتهد في إلزام نفسك الطاعة، خاصة الصلاة وفي الجماعة، واعتبر هذا على رأس أولوياتك واهتمامك، وركز على ذلك واستعن بجميع الوسائل الممكنة، ورتب برامجك اليومية على توقيت الصلاة.
وحاول أن تربط نفسك بالعلم الشرعي، إما بالقراءة الحرة في الكتب الصحيحة المحققة لأهل العلم، أو حضور الندوات والمحاضرات الشرعية المنضبطة البعيدة من السياسة والمهاترات والبدع والخرافات، أو حتى ولو الاستماع إلى الأشرطة الإسلامية أو إذاعات القرآن الكريم التي تصلكم، وأكثر من الدعاء بالصلاح والهداية، وأبشر بخير قريب إن شاء الله.
وبالله التوفيق.