السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد وجدت في بريد زوجي أنه يقوم بالتحدث مع فتاة في حدود الأدب ولكني غضبت لهذا وقلت له: لو وجدت هذه المحادثات مرة أخرى فسوف يخرب البيت، وبعد ثلاثة أيام وجدته يقوم بالتحدث معها بعد أن اتخذ موقعا جديدا كي لا أعرف ولكن الله كشفه، مع العلم بأنه يقول إن ما يحدث هو مجرد كلام فقط، وأما أنا فإني أشعر بأني مجروحة، كما أشعر بأنه من الممكن أن يقوم بهذا الفعل مرة ثانية، ولا أدري ماذا أعمل؛ هل أتجسس عليه؟ مع العلم بأننا قد حججنا بيت الله.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم ندا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يصلح زوجك، وأن يقنعه بالحلال، وأن يجنبه الحرام، وأن يجعلكما من الصالحين المتقين الطاهرين.
وبخصوص ما ورد برسالتك؛ فكما لا يخفى عليك أن النفس بطبيعتها أمارة بالسوء إلا ما رحم ربي، وأنها تستغل أي فرصة للوقوع في الحرام والانغماس في الأوحال، ولذلك كان حبيبك صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته دائما: (ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا)، والموفق -يا أختي- من وفقه الله، ولذلك فاحمدي الله على نعمة العافية وسليه دوامها، وأكثري من الاستعاذة بالله من شر هذه النفس الخبيثة الأمارة بالسوء، وضعي يدك في يد زوجك لينتصر على نفسه وهواها.
واعلمي أنه في مشكلة يحتاج إلى من يأخذ بيده ليخرج منها، وأما الوعيد والتهديد فلا يصلح في مثل هذه الحالات، وإنما المطلوب الدعوة بالحسنى والدعاء في كل حال أن يعينه الله على التخلص من هذه المعصية مع تذكيره بعدم الاغترار بحلم الله، وأنه وكما لا يحب أن يحدث هذا مع أهله أو أحد محارمه فينبغي عليه أن يكره هذا للناس كذلك ولا يقدم عليه، وكم أتمنى أن تتفقوا على عمل حلقة تعليم بسيطة لمدة عشر دقائق يوميا في المنزل تقرؤون فيها شيئا من القرآن أو حديثا من الأحاديث أو حكما من الأحكام حتى تزور الملائكة بيتكم لحضور مجلس العلم هذا، وحتى تجتمعا على شيء جديد ألا وهو ذكر الله، واتفقا معا على سماع بعض الأشرطة أسبوعيا أو حضور بعض المحاضرات في المساجد القريبة منكم، واحرصي كذلك أن تكوني دائما درة طيبة الريح جميلة المنظر حتى يشبع نفسه من الحلال فيقل عنده داعي الحرام.
وأما التهديد والهجر فما هو إلا فرصة ذهبية تقدمينها له على طبق من ذهب ليأخذ راحته من الحرام بحجة أنك حرمته الحلال وهو مسكين لم يستطع الصبر وارتمى في أحضان الشيطان، فاصبري عليه وحاولي تذكيره بلطف وهدوء وحنان، ولا تتجسسي عليه ولا تثيري معه الموضوع، وإنما ذكريه بالله وقدمي له الحلال، وأكثري له الدعاء وسيعود إلى صوابه في أقرب وقت بإذن الله.
وبالله التوفيق.