علاج مشكلة التكاسل عن صلاة الفجر

0 458

السؤال

السلام عليكم.

لدي مشكلة وهي تتمثل في أنني أتكاسل عن صلاة الفجر حتى لو سمعت الأذان والنوم متمكن في، ونفسي ميالة للملل دائما، على عكس ذلك لدي طموح كبيرة في التغير، ولدي أفكار واسعة، ولكن أرشدوني بارك الله فيكم إلى طريق النجاح والسمو حتى أجسد طموحي على أرض الواقع. شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يغير حالك إلى أحسن، وأن يجعلك من السعداء.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن الحق جل جلاله وضع قواعد لهذا الشرع العظيم لا تتغير ولا تتبدل ومنها وعليها يقوم نظام هذا الكون الكبير، ومن هذه القواعد الكبرى قاعدة التغيير والتي نص عليها بقوله تعالى: ((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم))[الرعد:11]، وهذا التغيير يشمل جميع نواحي الحياة والدين والدنيا معا، وما تشكو منه ما هو إلا نوع من التكاسل وضعف العزيمة ودنو الهمة؛ لذا يلزمك أخي المهندس أولا وقبل كل شيء أن تتخذ قرارا شجاعا وجريئا بضرورة تغيير هذا الواقع، وهذه هي الخطوة الأولى: لابد من التغيير ولابديل عن التغيير؛ لأنه وعدك جل جلاله إن غيرت ما بنفسك فسيتولى هو جل جلاله بفضله وإحسانه تغيير الظروف المحيطة بك إلى أحسن حال، ولذا يلزمك العمل بالأمور التالية حتى تخرج من هذا الواقع:
1- الإصرار على التغيير وعدم التسويف أو المماطلة، ولكن كيف يبدأ التغيير؟ هذا هو ما يلي:
2- ابحث عن الأسباب التي تؤدي إلى هذا التكاسل عن صلاة الفجر خاصة واحصرها واجتهد في التخلص منها، وذلك كالنوم المتأخر فتحاول أن تنام مبكرا، كذلك تناول عشاء ثقيل فتحاول أن يكون خفيفا وكذلك طريقة النوم وذلك بأن تنام على السنة وهي أن تتوضأ قبل النوم ثم تقرأ أذكار النوم وتنام على جنبك الأيمن وتظل تذكر الله تعالى حتى تدخل في النوم.
3- اعقد العزم على أن تقوم لصلاة الفجر، ولا مانع أن تردد قبل الدخول في النوم عبارة سأقوم لصلاة الفجر وتكررها عدة مرات، كذلك ذكر بعض الصالحين أن من قرأ أواخر سورة الكهف بنية أن يعينه الله على الاستيقاظ في أي وقت فإن ذلك يحدث له بأذن الله، وذلك من أول قوله تعالى: ((إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا))[الكهف:107].
4- تذكر أن مولاك صاحب العظمة والجلال ينزل إلى سماء الدنيا كل ليلة في الثلث الأخير من الليل وينادي على عباده: (ألا هل من تائب فأتوب عليه، ألا هل من مستغفر فأغفر له، ألا هل من سائل فأعطيه) إلى غير ذلك حتى يطلع الفجر، فلا تحرم نفسك هذه الفرصة الذهبية التي قد لا تعوض أبدا.

5- أن تمني نفسك بجائزة أخرى قيمة ألا وهي أن من صلى الفجر في جماعة يظل في حفظ الله ورعايته وذمته حتى يمس، وبذلك قد أمنت على نفسك لدى الله طيلة يوم كامل حيث يدفع الله عنك شر كل ذي شر، وبالنسبة للملل الذي تعاني منه فإنه أيضا ليس من المستحيل التخلص منه، وإنما يحتاج كذلك إلى رغبة صادقة وبرنامج عملي ملزم تلتزم به مهما كانت الظروف، ولا تجعل تطبيق البرامج حسب الظروف، وإنما اجتهد في أن تلزم نفسك، وأن تجعل التزامك بأي برنامج عادة وليس صدفة أو حسب الظروف، وإنما ننفذ كل شيء في وقته ولا تجامل أحد على حساب نفسك مهما كانت منزلته عندك، وإنما أعتذر عند تضارب مصلحتك مع مصلحة غيرك، واستغل كل لحظة في تطوير نفسك وإسعادها، وأعلم من أهم الأمور التي تساعدك على تنظيم حياتك المحافظة على الصلاة في الجماعة حيث قسم الله جل وعلا اليوم إلى وحدات زمانية ولو أحسنت استقلالها لعادت حياتك من أسعد أنواع الحياة، فاحرص على الجماعة، وأكثر من الدعاء أن يصلح الله حالك ولا تهمل الأخذ بالأسباب، وأبشر بفرج من الله قريب.
وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات