السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لقد تخرجت من الجامعة وأعمل حاليا، وتمت خطبتي لشاب مواصفاته جيدة بشكل عام، وخلال بضعة أشهر تعرفت على معظم صفاته وكانت مناسبة من حيث الأخلاق والدين والعمل، وكنت دائما آخذ بعين الاعتبار أن الكمال لله وحده وأغض الطرف عن بعض العيوب التي أجدها فيه، وهو أحبني كثيرا وتعلق بي، لكن بقيت لدي مشكلة لم أستطع تجاوزها، وهي أنه كان يمزح بطريقة فظة وتسبب الإحراج والإزعاج أحيانا لبعض الناس، وكنت ألاحظ ذلك وأحس بالحرج من خطيبي أحيانا، وهو لا يشعر بأنه يسبب لهم الحرج بل يعتبر ذلك تعليقا عاديا، وعندما يعلم أنه أحرج شخصا ما كان يشعر بالحزن، وكان يقول: إنه مستعد لأن يغير في نفسه حتى نكون سعداء, لكن كلنا نعلم أن الطبع يغلب التطبع وأن بعض العادات لا تتغير أبدا.
وكنت خلال فترة الخطوبة أصلي الاستخارة بشكل دائم وأدعو الله أن يختار لي الخير ويهديني إليه، ولقد تعلق قلبي بهذا الشاب، ولكن كنت أرى بعض الصفات التي جعلتني أتردد، وبعد فترة فسخت الخطبة وهو كان حزينا بقراري لأنه يحبني وطلب مني التريث, لكني قلت في نفسي: إذا انتظرني هذا الشاب حتى العام القادم وتقدم لخطبتي ثانية فهو نصيبي وسوف أقبل به، وأما إذا تزوج فهو ليس من نصيبي، وكنت حزينة جدا بقراري هذا لكني أرغمت نفسي عليه وأنا أقول: إني استخرت الله وما خاب من استخار.
وبعد فترة قصيرة سمعت أنه خطب فتاة أخرى وأن الزفاف قريب، والآن أنا في حيرة من أمري, فقد مضى على فسخ الخطبة عدة أشهر ولم يخرج هذا الشاب من تفكيري لحظة واحدة وأنا متعلقة به كثيرا، وأحس بالاكتئاب الشديد، وقد أثر هذا على حياتي وعملي بشكل كبير، وأحيانا أخشى أن أحس بالندم مع أنني استخرت الله، والآن أريده أن يرجع لخطبتي مرة ثانية أو على الأقل أن يعرف أني أحبه ولكن لا أعرف كيف؛ لأن حيائي وكبريائي يمنعاني من الاتصال به وإخباره بذلك, وبنفس الوقت أفكر: هل إذا علم أنني متمسكة به سيعود إلي أم لا؟ لأنه لم يكن يعرف مشاعري تجاهه فترة الخطوبة, وربما اعتقد أني لا أحبه لذلك تركته.
وأنا أصلي دائما، وأقرأ القرآن، وأفعل ما بوسعي لأتقرب من الله، وأدعو الله أن يهديني، وربما يعيده إلي، لكن لا أزال تعيسة وأفكر أنه إذا كان كل منا يريد الآخر فهل نفترق فقط لأني كنت خائفة في فترة من الأوقات ولم أخبره بمشاعري، أو لم أعطه فرصة كافية، وربما ظلمته ولم أتخذ القرار الصحيح، لكن الله غفور رحيم.
وأعلم أن كل شيء بيد الله وأنه قادر على كل شيء وأصبر نفسي بأن أقول: إن الله سوف يعيده إلي إذا كان خيرا لي، وإذا لم يكن خيرا فسوف يعوضني بشخص آخر هو الخير لي حتى لو كنت الآن لا أرى ذلك، ثم أقول ثانية: (اعقلها وتوكل)، فأين ينتهي دوري حتى لا أتواكل على الله وأكون قد توكلت بشكل صحيح وأديت ما علي بشكل كامل؟ وهل يجب أن أحاول الاتصال به لأنه يظن أنني لا أريده، أم أكتفي بالدعاء فقط أم ماذا؟
وجزيتم خيرا.