السؤال
أعاني منذ ست سنوات من انتفاخ البطن بشكل ملحوظ، رغم أني أزيد عن الوزن الطبيعي ثلاثة كيلو فقط، وقد حاولت إنزال الوزن ولكن لم يصغر بطني إلا قليلا جدا، وما زال هذا الأمر ملحوظا ويضايقني، علما بأني لست متزوجة، ولا أدري ما هو السبب، وقد توقعت في بداية الأمر أنه عبارة عن دهون متجمعة ولكن مع الريجيم لم يتغير حجم البطن، فما هو السبب؟!
ولكم مني جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لولو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإن الشحوم المتراكمة في البطن هي أول شحوم تزول من الجسم عندما ينقص الوزن، والناس الذين ينقصون وزن أجسامهم سيفقدون غالبية ذلك أولا من وزن وحجم كتلة منطقة البطن، أي قبل المناطق الأخرى في الجسم، فنوعية الشحوم التي في البطن تختلف عن شحوم ما تحت الجلد، وأيضا عن تلك الشحوم البنية التي ما بين الكتفين.
وشحوم البطن تعتبر نشطة من ناحية تفاعلات التمثيل الغذائي، فيجب تقليل كمية الطاقة في الغذاء المتناول يوميا، وذلك بتناول وجبات ذات كمية قليلة من الأطعمة المتدنية المحتوى من طاقة السعرات الحرارية.
ومفتاح التخلص من سمنة البطن والشحوم المتراكمة فيها هو اتباع نمط صحي في تغذية الجسم؛ لأن سبب مشكلة ظهور (الكرش) هو اختلال التوازن بين كمية ما يدخل إلى الجسم وما تم التخلص منه، وعليه فإن الخطوة الأهم لإزالة (الكرش) هي الحمية الغذائية.
لذا عليك بالتقليل من الكميات التي تتناولينها يوميا ولو بـ(10%) من الذي تتناولينه، وتستمري على هذا المنوال حتى ينزل وزنك (10%)، ومن ثم تحافظي عليه، ومن ثم تسعين للهدف الذي بعده وهو (10%) من الوزن الذي وصلته ولو بعد شهور، فالمهم المحافظة على الوزن الذي وصلته والاستمرار بدلا من التوقف.
ولا توجد حمية خاصة موجهة للتحكم في حجم البطن، بل هي الحمية الصحية الطبيعية التي على كل إنسان أن يتبعها في تغذيته، وملخص الأمر هو تناول كميات قليلة من طاقة الطعام اليومي، مع الحرص تحديدا على تجنب الأطعمة العالية المحتوى من السكريات البسيطة والدهون المشبعة، أي إحلال الدهون غير المشبعة والسكريات المعقدة محل الأنواع الضارة منهما.
وأحد وسائل إقناع الإنسان هو الحرص على تناول الحبوب الكاملة أو العدس أو الفاصوليا، إضافة لإزالة شحوم البطن وتقليل احتمالات نشوء كبرها، فهي تساعد على الشعور بالشبع فترات أطول مما يوفره تناول الأطعمة المصنوعة من دقيق الحبوب المقشرة.
والدهون غير المشبعة بنوعيها الأحادي والعديدة متوفرة في البيض والأسماك والمكسرات والبقول والزيوت النباتية الطبيعية غير المهدرجة، كزيت الزيتون والسمسم والذرة والكانولا وغيرهم، والدهون المشبعة هي تلك الموجودة في لحوم الحيوانات البرية والدواجن ومشتقات الألبان، وفي زيت النخيل وجوز الهند.
ويجب ممارسة تمارين بناء عضلات الجسم عموما، فمن النوعية الخفيفة تمارين إيروبيك الهوائية، حيث إن لها دورا في إزالة شيء من شحوم البطن، ومن المفيد ممارسة تمارين خاصة لشد وبناء عضلات البطن.
ورياضة المشي تساعد على التخلص من كبر البطن والكرش؛ مما يجعلها رياضة مثالية سهلة وغير مكلفة ومفيدة لصحة الجسم والتخلص من الدهون، وتساعد على التخلص من شحوم الأرداف، فهي تقوي الدورة الدموية وتشد العضلات في الفخذين والوركين والأرداف، وتزيد من حرق الدهون الزائدة في الجسم، وتخلصه من الدهون المتراكمة.
والمشي يفقد الجسم ما يقرب من 200 سعرة حرارية في الساعة، وتزداد هذه القيمة كلما ازدادت سرعة المشي ومدته، وكذلك يقوي عضلات البطن ويساعد على التخلص من ترهلات الجلد وضعف العضلات في هذه المنطقة، بالإضافة إلى تقوية عضلات الفخذين.
وللاستفادة من رياضة المشي يجب أن تمارس دون توقف إلا عند الضرورة كالإحساس بالتعب الشديد وعدم القدرة على المواصلة، وأن تكون بخطى واسعة كالجري البطيء، مع تحريك الذراعين بعكس حركة القدمين، مع ضرورة أن يكون الظهر مفرودا حتى لا يسبب بروزا في منطقة البطن، وأن يلامس مشط القدم الأرض قبل الأصابع والكعب، وأن يتم بصورة منتظمة، ويتم زيادة مدته تدريجيا.
ويفضل أن يكون المشي والمعدة فارغة من الطعام؛ لأن الدورة الدموية تكون نشطة في منطقة الجهاز الهضمي أثناء عملية امتلائها بالطعام، وهذا يضر المشي ولا يفيد، لذا ينصح بممارسة هذه الرياضة في الفجر أو بعد الأكل بثلاث ساعات.
وإن أثر الرياضة والمشي يمتد إلى يومين بعد الممارسة، حيث تبقى العضلات في حالة انقباض بعد الرياضة، مما يزيد من معدل حرق الدهون، فالمشي بسرعة متوسطة يحرق حوالي 300 سعرة حرارية في الساعة، بينما يساعد المشي بسرعة كبيرة على حرق 350 سعرة حرارية، والمهم هو المثابرة والاستمرار على المشي.
ومن الأشياء المفيدة في هذا المجال: الشاي الأخضر، فهو يساعد على تسريع عملية الاستقلاب؛ لأن تأثيره المضاد للأكسدة يساعد الكبد على أداء وظيفته بشكل أكثر فعالية، فقد اكتشفت دراسة جديدة أجريت على رجال بدناء أن شرب الشاي الأخضر ثلاث مرات يوميا يحرق مائتي سعرة حرارية إضافي يوميا، وكذلك وجد الأشخاص الذين يتناولون الشاي الأخضر أن الطاقة لديهم تعززت بشكل كبير.
وأظهرت الدراسات أن الشاي الأخضر يخفض مستوى الكولسترول في الدم؛ لأن تأثيراته المضادة للأكسدة تمنع تأكسد الكولسترول الضار (Ldl) في الشرايين، وكذلك أثبتت الدراسات أن الشاي الأخضر يزيد مستويات الكولسترول النافع (Hdl) الذي يساعد على إزالة الصفائح الدهنية من جدران الشرايين.
والله الموفق.