السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رزقت بطفل ولم أكمل السنة، ثم حملت بالطفل الآخر، ولكن بسبب إرضاعي لم أعلم بالحمل إلا عند الشهر الثالث، وأتابع الآن مع الطبيبة، فهل كثرة حركة الجنين لها علاقة بكونه طبيعيا أم غير ذلك؟!
علما بأني سألت الطبيبة ولكنها لم تفدني بشيء، فكيف لي أن أعرف إذا كان بالطفل عيب أو تشوه خلقي؟ وهل استعمال مستحضرات يدخل في تكوينها الكورتيزون يؤثر على الطفل؟ لأني استعملت مستحضرا جلديا لتفتيح البشرة.
أرجو إفادتي وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الشعور بحركة الجنين يبدأ عند المولود عادة عند الأسبوع السادس عشر وما بعده، أما عند الخروس - أو كما يقال البكرية - يتأخر غالبا حتى الأسبوع الثامن عشر، ولحركة الجنين علاقة بعمر الحمل كثيرا، فكلما كبر الجنين وتقدم الحمل أكثر قل إحساس السيدة بالحركة، ففي شهور الحمل المبكرة تكون حركة الجنين كثيرة والإحساس فيها شديدا؛ وذلك لأن حجم الجنين صغير، وكمية السائل المحيطة به كبيرة نسبة إلى حجمه، والعكس عندما يتقدم الحمل يزداد حجم الجنين نسبة لحجم السائل الأمنيوسي المحيط به فتقل حركته كما يقل الإحساس بها.
وأكثر ما تكون الحركة في الشهر الخامس والسادس وأيضا السابع، وهذا مؤشر جيد وأمر طبيعي وليس العكس، فلا تخافي من كثرتها في هذه الفترة، وحتى فيما بعد في الشهور الأخيرة فإن زيادة الحركة هي أمر جيد تدل على أن الجنين نشيط.
ونحن عادة نخاف من قلة حركة الجنين وليس من كثرتها، ولا علاقة لزيادة الحركة بتشوهات الجنين، وكثرتها لا تدل أنه غير طبيعي؛ لأن الجنين كالإنسان العادي إن كان بصحة جيدة فيكون نشيطا وتكثر حركته والعكس صحيح، وفي الشهر التاسع ينبغي أن يتحرك الجنين أكثر من عشر مرات في اليوم على الأقل حتى نقول أن الحركة جيدة، وعادة ما تكون الحركة أكثر من ذلك بكثير.
إذن أؤكد لك بأن كثرة الحركة في شهور الحمل المبكرة هي طبيعية وليست دلالة على أن الجنين فيه عيب ما، بل على العكس دلالة على أن الجنين طبيعي.
وهنا لابد أن أذكر حالة خاصة ونادرة وتحدث خاصة في ظروف الولادة - وأحيانا دون ولادة - وهي أن السيدة تكون تشعر بالحركة الطبيعية كالعادة ومن ثم تحدث زيادة مفاجئة وغير طبيعية في الحركة نسبة إلى عمر الجنين، ومن ثم تختفي الحركة كليا، وهذه حالة نادرة إن حدثت فهي غالبا تعكس أو تدل على أن هناك نقصا في الأوكسجين الواصل للجنين عبر المشيمة، ولكنها تتمثل بأن الحركة أصلا طبيعية نسبة لعمر الحمل ثم تزداد فجأة ثم تتوقف كليا لساعات طويلة، وهنا إن حدث مثل هذا الأمر وخاصة في الشهور الأخيرة فيجب مراجعة الطبيبة فورا، وكما قلت هي حالة نادرة جدا.
وبالنسبة لسؤالك عن أدوية تفتيح البشرة فهي تحتوي على مواد (مشتقات الفيتامين - أ) وهي تضر الحمل ومؤذية للجنين، فيجب عدم استخدامها في الحمل كليا، حتى لو كانت على شكل كريمات، ولكن إن كنت قد استخدمتيها قبل الحمل فلا ضرر منها على الحمل أبدا، وبشكل عام فإن تفتيح البشرة يجب أن يكون بعد الولادة بعد أن تعود الهرمونات إلى طبيعتها مهما كانت المواد المستخدمة، وختاما أتمنى لك أن تتمي حملك بالصحة والسلامة.
وبالله التوفيق.