السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا امرأة متزوجة من ثلاث سنوات، رزقني الله بطفلة وأنا الآن حامل، مشكلتي هي أن زوجي مقصر في الإنفاق على بيته ومقصر جدا في كسوتنا، وهو إنسان يخون ويعترف بخيانته لي، وتقتصر خيانته على المكالمات الهاتفية مع الفتيات، فما حكم الشرع في أن أقصر معه مثل تقصيره وأن أخونه مثل خيانته لي؟ شاكرين لكم حسن استجابتكم لي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ م.د حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك أيتها الأخت الفاضلة، ونشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يصلح لك زوجك، ويجعل بينكما المودة والرحمة، ونحن نقدر مدى ما تعانين منه، أثرا لإهمال زوجك للقيام بمهماته على وجه التمام كزوج، ولكننا نخالفك في طريقة العلاج لهذه المشكلة، فليس العلاج أن تقابلي السيئة بالسيئة، ليس العلاج أن تقعي فيما حرم الله عز وجل عليك وتتعرضين لغضبه وسخطه وتفسدي دينك؛ لأنك تظنين أن زوجك يحادث نساء أجنبيات عنه، إن تحديث نفسك لك بهذا هو أول خطوات الشيطان التي يحاول من خلالها أن يستدرجك للوقوع في غضب الله تعالى أولا، ولهدم أسرتك وتفريق شملها ثانيا، فكوني على حذر من إغوائه، واستعيذي بالله منه، أما الدواء والعلاج لمشكلة زوجك فكالتالي:
أما المشكلة الأولى وهي ما تظنين أنه يقوم به من المحادثات للنساء، فالعلاج أن تطردي عن نفسك هذا الظن إن كان مجرد ظن، فإن الظن أكذب الحديث، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وإذا تحققت من ذلك فإن علاج المشكلة يكمن في معرفة أسبابها، فإن زوجك ربما شعر بملل الحياة الزوجية، ومن ثم فإننا ننصحك بالتالي:
1) حاولي التجديد في حياتك وبيتك لتلفتي نظره إليك.
2) بادليه عبارات الحب والعاطفة ولا تنشغلي عنه بطفلتك.
3) أكثري من التجمل له وحسن التبعل.
4) لا تشعريه بأنه تحت المراقبة والمتابعة.
5) حاولي رفع مستواه الإيماني بنصحه وتذكيره بواجباته الدينية كالصلاة،
وحوالي حثه على حضور الجماعة في المسجد، والتعرف على الصالحين والإكثار من مجالستهم وزيارتهم، وبهذا سيستعيد حاله إن شاء الله تعالى.
وأما المشكلة الثانية وهي تقصيره في النفقة إن كان هناك تقصير، فينبغي لك أن تشجعيه على الإنفاق عليك بسخاء من خلال شكرك له حين يقوم ببعض واجبه، والدعاء له في وجهه، والثناء عليه، ولا بأس من تذكيره أحيانا بأن عليه حقا لا ينبغي التقصير فيه، وإن أصر على تقصيره، فلا بأس عليك أن تأخذي نفقتك من ماله بالمعروف إن لم يترتب على ذلك ضرر أكبر، ولابد أن يكون في حدود ما تعارفه الناس من النفقات الضرورية التي ينفقها الزوج على زوجته، وإلا فالأصل حرمة مال المسلم إلا بطيب نفس منه.
وفي الجملة أيتها الكريمة فإن دواء كثير من مشاكلنا هو الصبر والاحتساب ونوصيك - أختي العزيزة – بتحسين علاقتك بربك، وكثرة دعائه بأن يصلح لك زوجك وبيتك، وستجدين كل خير - بإذن الله تعالى - .
وفقك الله لكل خير وحماك من نزغات الشيطان، والله الموفق.