السؤال
فقد اطلعت على عدة تفاسير حول تعليم الله آدم الأسماء كلها ومع ذلك لم أجد تفسيرا صحيحا مقنعا فتعليم الله سبحانه الأسماء لآدم هو تبكيت للملائكة على قولهم لله سبحانه أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء لذلك أصبح معنى الجواب هو حكمة الله في مقاساة الإنسان لعبادته في الأرض والسؤال كيف تعرب الآية عن هذا المعنى فأفتوني وفقكم الله؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم نفهم الوجه الذي جعلك لا تقبل صحة التفاسير التي فسر بها أهل العلم قول الله تعالى: وعلم آدم الأسماء كلها... وتعليلك ذلك بأن تعليم الله سبحانه الأسماء لآدم هو تبكيت للملائكة على قولهم لله سبحانه أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء.. فالله تعالى علم آدم عليه السلام أسماء الأشياء كلها، ولم تكن الملائكة تعلم ذلك، وقد جاء القرآن صريحا في هذا، قال الله تعالى: وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين* قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم* قال يا آدم أنبئهم بأسمآئهم فلما أنبأهم بأسمآئهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون {البقرة:31-32-33}.
فالله تعالى استنبأ الملائكة وقد علم عجزهم عن الإنباء ليبين لهم أن في من يستخلفه من الفوائد العلمية التي هي أصول الفوائد كلها ما يستأهل لأجله أن يستخلف، فبين لهم بذلك بعض ما أجمل من المصالح في الاستخلاف في قوله: قال إني أعلم ما لا تعلمون {البقرة:30}، ثم أمر -جلت قدرته- آدم بإنبائهم بالأسماء بعد أن عرض المسميات على الملائكة ولم يعرفوا أسماءها: قال يا آدم أنبئهم بأسمآئهم فلما أنبأهم بأسمآئهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون {البقرة:33}.
ثم أين يكون الصواب في تفسير القرآن إذا لم يكن هو الذي في كتب التفسير المشهورة.
والله أعلم.