الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف المسلم من الذين يخوضون في آيات الله

السؤال

رأيت في إحدى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، أناسا يسخرون من النبي صلى الله عليه وسلم، ومن كتاب الله تعالى، وينشرون أحاديث كاذبة يفترون بها على النبي صلى الله عليه وسلم. وحينما رأيت كلام الملحدين في الصفحة وردودهم الجاهلة، خشيت مجادلتهم؛ لما رأيت من جهلهم، ومحاولة إبطالهم الحق بالاستهزاء لا بالدليل، فأعرضت عنهم.
فهل ما فعلته صحيح أم كان ينبغي علي أن أجادلهم؟
وإذا وجب جدالهم. فهل بإمكاني إرسال رابط الصفحة لكم، حتى يجادلهم أهل العلم وحفظة القرآن؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن آنست من نفسك علما تدفع به باطلهم، وعلمت أن في رده ثمرة مرجوة تستحق بذل الوقت؛ فرد عليهم.

وإن لم تر كبير فائدة في الرد عليهم، أو لم تأنس من نفسك علما؛ فأعرض عنهم، ولا تضيع وقتك بالدخول على مواقعهم وصفحاتهم، وقد قال الله تعالى: وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ. {الأنعام:68}.

قال الشيخ السعدي في تفسيره هذه الآية: المراد بالخوض في آيات الله: التكلم بما يخالف الحق، من تحسين المقالات الباطلة، والدعوة إليها، ومدح أهلها، والإعراض عن الحق، والقدح فيه وفي أهله. فأمر الله رسوله أصلا، وأمته تبعا، إذا رأوا من يخوض بآيات الله بشيء مما ذكر، بالإعراض عنهم، وعدم حضور مجالس الخائضين بالباطل. اهـ.

وانظر الفتوى: 114256 في التحذير من الدخول على مواقع الملحدين.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني