أبوه يفرط في الهدايا والولائم فهل يعينه بماله

0 277

السؤال

أبي البالغ من العمر58عاما، ينفق الكثير من ماله على الهدايا وإعداد الولائم لأقاربه غير المحتاجين، وهذا يجعله غير قادر على توفير المال لتعليم شقيقي الذي دخل حديثا الجامعة، والإنفاق على إخوتي كما يجب. وكوني أعمل والحمد لله أقوم بمساعدة أبي في النفقات. ألا أنني وجدت أنني في الوقت الذي أتعب فيه للحصول على لقمة العيش يقوم أبي بتبديدها بسهولة في العزائم والولائم والهدايا. وعندما سألته لماذا تقوم بذلك أخبرني أن علاقته مع أقاربه هامة جدا له وأنها في المرتبة الأولى ويقدمها على كل شيء . وأنا موظف في الحكومة متزوج وعندي أولاد ودخلي ثابت. ولا أريد ان أغضب أبي. ولكني أيضا بحاجة ماسة إلى المال.
فما هو رأيكم جزاكم الله خيرا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أحسن أبوك فيما ذكرته عنه من إنفاق المال في الهدايا وإعداد الولائم لأقاربه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تهادوا تحابوا. أخرجه البخاري في الأدب المفرد.

كما أنه على صواب أيضا في قوله: إن علاقته مع أقاربه هامة جدا...

ومع كل هذا فإنه لا يجوز للمرء الإفراط في الهدايا والولائم بالقدر الذي يؤدي به إلى العجز عن النفقات الواجبة عليه، ففي الحديث الشريف: كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول.  رواه  أحمد.

 وفي حديث آخر: وابدأ بمن تعول... رواه  أحمد والنسائي.

هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن جمهور أهل العلم على أنه ليس للأب من مال ولده إلا بقدر حاجته، واستدلوا بعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يحل مال امرئ مسلم إلا عن طيب نفسه. رواه الدارقطني.

وذهب الحنابلة إلى أن للأب حقا في مال ولده مع حاجته ومع عدمها، بشرط أن لا يجحف بالابن ولا يضر به. واستدلوا بأدلة منها ما روت عائشة رضي الله عنها, قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أطيب ما أكلتم من كسبكم, وإن أولادكم من كسبكم. أخرجه سعيد, والترمذي, وقال: حديث حسن.  وروى عمرو بن شعيب, عن أبيه, عن جده, قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أبي اجتاح  مالي. فقال: أنت ومالك لأبيك. رواه الطبراني.

وبناء على ما ذكر، نقترح عليك أن تنصح أباك -برفق ولين- بالاقتصاد في إنفاق المال، وأن تريه ما بيناه في هذه الفتوى، وإذا استمر على سيرته في صرف المال، فلا تبخل عليه بما يطلبه منك ما لم يكن ذلك مضرا أو مجحفا بك؛ فإن في رضاه الجنة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة