الاعتدال في الخوف وعدم القنوط من رحمة الله

0 220

السؤال

كثيرا ما أتفكر في آلاء الله وخلقه وإعجازه ورحمته وقدرته والجنة والنار والصراط وذكر الموت يلازمني كثيرا كثيرا إلا أنني في الآونة الأخيرة كلما قرأت القرآن وجاء ذكر الموت أو العذاب أو النار أو الآخرة أو كلما فكرت في الموت أو يوم القيامة وشدته أو عذاب النار ينهار جسدي ويبدأ ضغط الدم عندي بالنزول وأعراض قلبية أخرى كثيرة وأحس برهبة كبيرة مما بدأ يؤثر على صحتي إلى أن أمنع نفسي من التفكير بهذه الأمور أو أشغل نفسي بفكرة أخرى، أفتوني يرحمكم الله، أمرنا الله بالتفكير في هذه الأمور وجعل الموت نصب العين والخشية من عذابه ولكني أعلم أنني عندما أفكر بهذه الأمور وبآلاء الله تتملكني رهبة شديدة فأفقد الوعي وفي بعض الأحيان أسقط أرضا أثناء الصلاة عند مرور آية فيها الوعيد أو عندما أدعو الله، أريد آن أتقرب من الله فماذا أفعل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أخي السائل أولا أنك على خير إن شاء الله ونسأل الله أن يزيدك توفيقا وأن يملأ قلبك علما وحكمة، ثم اعلم أن الخوف من الله تعالى وخشيته والتأثر بكتابه من أجل العبادات وأعلى المقامات، فمن حازها فقد حاز الخير كله، وينبغي له أن يحرص عليها ويحذر تضييعها بالذنوب والمعاصي، ولكن لا ينبغي لمن غلبه الخوف والخشية أن يؤدي به ذلك إلى القعود عن العمل بحجة أنه لن يغفر له فيهمل جانب رجاء عفو الله تعالى ورجاء مغفرته ويقع في القنوط من رحمة الله تعالى، وهذا من أكبر الكبائر، وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه: أكبر الكبائر الإشراك بالله والأمن من مكر الله والقنوط من رحمة الله واليأس من روح الله.. رواه عبد الرزاق.

 فعلى العبد أن يكون معتدلا في جميع أموره فيجعل الموت نصب عينيه لينشط للطاعات ويكثر التوبة والإنابة إلى الله ويبتعد عن الذنوب والمعاصي، ثم يحسن الظن بربه تعالى أنه سيغفر له.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات