السؤال
من أصيب بالقمل هل الله غير راض عنه؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا نعلم نصا شرعيا صحيحا يفيد بأن إصابة الإنسان بالقمل دليل على أن الله غير راض عنه، والإصابة بالقمل أو غيره من الآفات قد تكون لها أسباب كعدم النظافة أو مخالطة المصابين بها أو طبيعة عند بعض الناس، ونحو ذلك، وقد تكون نوعا من الابتلاء، كالأمراض وغيرها التي تصيب الإنسان، وليس الابتلاء دائما دليلا على كره الله للعبد؛ بل هو في أحيان كثيرة دليلا على محبته له إذا قوبل بالصبر، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط. رواه الترمذي وابن ماجه، وحسنه الترمذي والألباني.
وهذا القمل قد أصاب خير الناس قبلنا، فأصاب بعض الأنبياء وكان شديدا عليه، ولم يكن ذلك دليلا على عدم رضا الله عنه، فعن أبي سعيد الخدري قال: وضع رجل يده على النبي صلى الله عليه وسلم فقال والله ما أطيق أن أضع يدي عليك من شدة حماك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنا معشر الأنبياء يضاعف لنا البلاء كما يضاعف لنا الأجر إن كان النبي من الأنبياء يبتلى بالقمل حتى يقتله، وإن كان النبي من الأنبياء ليبتلى بالفقر حتى يأخذ العباءة فيخونها، وإن كانوا ليفرحون بالبلاء كما تفرحون بالرخاء، رواه الإمام أحمد وابن ماجه وصححه الحافظ العراقي ثم الشيخ الألباني رحمهما الله.
وإذا ابتلي الإنسان ببلاء فلينظر في أحواله وليراجع علاقته بربه، فما كان من خير زاد فيه ، وما كان من تقصير أو معصية بادر وأصلح ذلك، مع الأخذ بالأسباب المشروعة لعلاج هذا البلاء ما أمكن، ويمكن مراجعة مختص بالأمراض الجلدية ونحوها مما يتعلق بموضوع القمل، ونسأل الله أن يعافي كل مبتلى من المسلمين،
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتوى رقم: 25111 عن منزلة الصبر والصابرين، والفتوى رقم: 13270 عن الحكمة من الابتلاء، وما يشرع فعله عند نزول البلاء، والفتوى رقم: 12222 عن الحكمة من خلق الإنسان، والفتوى رقم: 10454 عن الابتلاء تكفير للسيئات ورفع للدرجات.
والله أعلم.