السؤال
السلام عليكمأنارجل غير وسيم وبي عاهة تجعل الناس يسخرون مني وليس لدي إمكانييات لعلاج هذه العاهة فهل من معين؟
السلام عليكمأنارجل غير وسيم وبي عاهة تجعل الناس يسخرون مني وليس لدي إمكانييات لعلاج هذه العاهة فهل من معين؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإننا نوجه نصحنا إلى من لديه سعة أن يمد إليك يد العون والمواساة؛ لأن الإسلام دين الرحمة والشفقة والتكافل، والإنسان مأمور بإنفاق ما يستطيع أن ينفقه في وجوه البر والإحسان؛ لأن الله استخلفه في أرضه وأمره بالرحمة بعباده، وكلفه بالإنفاق من ماله الذي استخلفه فيه، قال تعالى: وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ [الحديد:7]. وقال تعالى: وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً [المزمل:20].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من نفَّس عن مؤمنٍ كربة من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسرٍ يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. رواه مسلم من حديث أبي هريرة.
ثم إنه عليك أن تصبر على ما أصابك وتحتسب الأجر في مصابك عند الله تعالى، فإن الله تعالى يقول: وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [الشورى:36].
ولك فيمن سبقك إلى الابتلاء أسوة حسنة، فقد مدح الله نبيه أيوب عليه السلام على صبره، قال تعالى: إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ [ص:44].
وقد ذكر القرآن في وصية لقمان لابنه: وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ [لقمان:17].
وفي حديث المرأة التي اشتكت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أصرع، وإني أتكشف، فادع الله لي، فقال: إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت أن يعافيك، قالت: أصبر، فقالت: إني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف، فدعا لها. متفق عليه من حديث ابن عباس.
فالصبر على البلاء وعلى قدر الله خيره وشره حلوه ومره موجب لحصول ما أعد الله للصابرين الذين مدحهم الله وأثنى عليهم في كثير من آيات القرآن، قال تعالى: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ [البقرة:155- 157].
وفي صحيح مسلم أحاديث متعددة تصرح بأن كل بلاء أو كرب أو ألم نفسي أو بدني يصيب المسلم تحط به سيئاته وترفع به درجاته .
ومن ذلك: ما يصيب المؤمن من وصبٍ ولا نصبٍ ولا سقمٍ ولا حزنٍ حتى الهم يهمه إلا كُفِّر به من سيئاته.
فنصيحتنا لك أن تصبر على أمر الله وقضائه بقلبٍ مطمئن ولسانٍ شاكر ولتعلم أن ذلك خير لك في عاجل أمرك وآجله. وأنه يوجد كثيرون في وضع أسوأ منك: إما نفسياً وإما بدنيّاً، فلا تفتك الفرصة وأقبل على الله تعالى.
وننصح ذوي النوايا الحسنة بقديم العون إليك، وأمثالك من المصابين والمنكوبين الذين لا يقفون بالأبواب، ولا يجدون من يوصل شكواهم أو يعرف بواقعهم، فإن في مواساتهم خيراً كثيراً وأجراً وفيراً. والله يرحمنا وإياهم.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني