السؤال
سؤالي هو عن نية الوضوء والغسل، وأرجو الإجابة عن كل نقطة إجابة مفصلة حتى يندفع الوسواس.
أولا: ما معنى النية وكيف أنوي؟ وهل يكفيني علمي بالشيء الذي أفعله عن النية؟ بمعنى أني مثلا دخلت إلى الحمام لكي أتوضأ، وأعلم أني أتوضأ، وفتحت الصنبور، وبدأت بغسل يدي وباقي أعضاء الوضوء، وأكون عالما بما أفعل، بحيث إذا سألت نفسي أو سألني أحد ماذا أفعل، لأجبته بأني أتوضأ، ولكني لم أقف مثلا وأتلفظ بالنية (مثلا بقولي نويت الوضوء)، أو حتى أجريها على قلبي (بدون تلفظ) فهل هذا سيجزئني ويكون وضوئي صحيحا، أم أنه يلزمني فعل أحد هذين الشيئين لأنوي، أم يكفي علمي وقصدي للشيء كما سبق؟
بمعنى آخر هل يمكنني التفريق بين أن أكون قد نويت الشيء أم لم أنوه (على سبيل التعميم في أي عبادة) بأن أعرف الشيء الذي أفعله، كأن أعرف أني أصلي الظهر أم العصر الفرض أم السنة أثناء الوضوء، أعلم ما إذا كنت أغسل أعضائي للتنظف أو التبرد أم للوضوء وهكذا...
ثانيا: أثناء الدراسة كنا ندرس (في الفقه الشافعي) أن وقت النية في الوضوء تكون عند أول ركن من أركان الوضوء لا قبله ولا بعده. فهل معنى ذلك أنه يجب أن أتوقف قبل أن أغسل أي جزء من وجهي لأنوي (سواء كان بالتلفظ بالنية أو بإجرائها على قلبي فقط) أم يكفيني أني أعلم مسبقا أني دخلت إلى الحمام لأتوضأ لكي أصلي؟ وهل هناك فرق في وقت النية فيما إذا أتيت بالسنن التي قبل الوجه من تسمية ومضمضة واستنشاق أم لا؟
ثالثا: بالنسبة لنية الاغتسال أذكر أيضا أني قرأت أنه لا تكفي نية الاغتسال فقط، وإنما لا بد أن ينوي الاغتسال من الجنابة (أو لرفع الجنابة، أو استباحة الصلاة). فهل معني هذا أنه لا بد لمن أراد أن ينوي الاغتسال من الجنابة أن ينوي بإحدى الطريقتين السابقتين، بأن يقف قبل أن يشرع في غسل أي عضو ويتلفظ بالنية أو يجريها على قلبه دون تلفظ، أم أن معنى هذا أنه يشترط أن يحدد الشخص ما إذا كان قد دخل إلى الحمام ليغتسل لرفع الجنابة أم للتنظف أم للتبرد، أم لأي غرض آخر ويكفيه ذلك دون الحاجة لاستحضار نية الاغتسال من الجنابة، لأن ذلك (أعني التحديد) عوضا عنها، وبالتالي يكون قد نوى الاغتسال من الجنابة من لحظة عزمه على الدخول إلى الحمام لرفع الجنابة للاغتسال، ولا يحتاج إلى أن ينوي لأنه بالفعل ناو؟
وفي النهاية: هل يمكننا تعميم هذه القاعدة، وهي أن الفرق بين من نوى ومن لم ينو أن من نوى يعلم ماذا يفعل وفي نفس الوقت يقصد به العبادة (سواء كان ذلك قبل العبادة بزمن يسير أو قبيل البدء فيها)، وأن من لم ينو لا يعرف ماذا يفعل (وهذا نادر) أو أنه يعلم ماذا يفعل، ولكنه لا يقصد به العبادة. أرجو الإجابة المفصلة عن أسئلتي، وعدم الإحالة إلى روابط أسئلة أخرى، (لأن الشيطان يقنعني بأن هذه الحالات مغايرة لحالتي، ويزداد علي الوسواس.
وأرجو الدعاء لي أن يعافيني الله مما أنا فيه من وسواس، والحمد لله قد بدأت بالفعل معالجته بالتعلم حتى لا يستغل جهلي، وأيضا بدأت بمعالجته بالإعراض عنه كما أشرتم على من سبقني.