السؤال
ماهي العلامه التي بيننا وبين الله عز وجل هل هي كشف الساق وما هو الدليل من القرآن والسنة؟
جزاكم الله خيرا.
ماهي العلامه التي بيننا وبين الله عز وجل هل هي كشف الساق وما هو الدليل من القرآن والسنة؟
جزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ورد في السنة الصحيحة نصوص تبين أن العلامة التي بيننا وبينه تعالى يوم القيامة هي الكشف عن الساق.
فمن ذلك ما أخرجه الحاكم في المستدرك من حديث عبد الله بن مسعود الطويل في الحشر, وفيه: فبم تعرفون ربكم إن رأيتموه؟ قالوا: بيننا وبينه علامة إن رأيناه عرفناه، قيل: وما هي ؟ قالوا: يكشف عن ساق ، قال: فيكشف عند ذلك عن ساق .... الحديث قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذا اللفظ. ووافقه الذهبي قائلا: على شرط البخاري ومسلم.
وفي البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد: فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة فيقول: أنا ربكم فيقولون: أنت ربنا، فلا يكلمه إلا الأنبياء، فيقول: هل بينكم وبينه آية تعرفونه ؟ فيقولون: الساق، فيكشف عن ساق فيسجد كل مؤمن.أخرجه البخاري في التوحيد, وكذلك مسلم في الإيمان, وورد ذكر هذا في عدة أحاديث مخرجة في الصحاح والسنن والمسانيد والمعاجم والجوامع وغيرها.
قال الحافظ ابن حجر قوله: هل بينكم وبينه علامة تعرفونها فيقولون الساق: فهذا يحتمل أن الله عرفهم على ألسنة الرسل من الملائكة أو الأنبياء أن الله جعل لهم علامة تجليه الساق وذلك أنه يمتحنهم.
وذكر نحو هذا القرطبي ونقله عن الحافظ في الفتح.
وفي تفسير قوله تعالى: يوم يكشف عن ساق أقوال متعددة: فمنها تفسير هذا بالحديث المتقدم، وعند الضمير ساقه، وتفسير القرآن بالحديث مقدم على غيره من أقوال المفسرين، وروايات الحديث وسياقاته متطابقة في الجملة مع ما في القرآن: يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون.
وقال ابن عباس وجماعة إن الساق: الشدة واستدل باللغة، وهو مروي عنه بسندين حسنين كما قال ذلك الحافظ، وعلة ذلك عدم الضمير في الآية، وتفسير هذا الوجه في اللغة، وما جاء في الحديث لا ينافي اللغة وهو مقدم على غيره. وخاصة لفظ البخاري بالضمير يكشف ربنا عن ساق.
والخطابي وجماعة فسروه بالنور في الآية، وبعضهم بالنفس كما في الفتح، والذي عليه المعول الحديث لأنه حجة بخلاف غيره.
فالحاصل من هذا أن الله جعل علامة للمؤمنين هي الكشف عن ساق كما هو منصوص في صحيح البخاري وهو تفسير الآية الكريمة على الأرجح. وانظر فتوانا رقم: 6820.
والله أعلم.