السؤال
عندما كنت في بلادي كنت أستيقظ لصلاة الفجر وأحارب الشيطان فيها والآن بعدما تغربت في بلاد أخرى أهملتها، فأحيانا أنام قبل الأذان بساعة كما أنني عندما أكون خارج المنزل ويحين وقت الصلوات لا أصليها في وقتها، علما بأني في بلد إسلامي فانصحوني؟
عندما كنت في بلادي كنت أستيقظ لصلاة الفجر وأحارب الشيطان فيها والآن بعدما تغربت في بلاد أخرى أهملتها، فأحيانا أنام قبل الأذان بساعة كما أنني عندما أكون خارج المنزل ويحين وقت الصلوات لا أصليها في وقتها، علما بأني في بلد إسلامي فانصحوني؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنصيحتنا لك هي أن تتقي الله تبارك وتعالى وأن تعلم أنه مطلع عليك محيط بك رقيب على ما تفعله، وأن تستحضر أنك موقوف بين يديه غدا للسؤال، وأنك محاسب على القليل والكثير والكبير والصغير والفتيل والنقير والقطمير، والكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها.. إن مشكلتك أيها الأخ الفاضل ليست مشكلة نقص في العلم حتى نبين لك الأدلة على قبح وشناعة ما تفعله، فالظاهر أنك تعلم خطر ما أنت مقيم عليه من التهاون في أمر الجماعة والتقصير في صلاة الفجر الذي هو من علامات المنافقين.
إن مشكلتك كما هي مشكلة الكثيرين من المسلمين أيها الأخ الفاضل هي ضعف وازع المراقبة في القلب وعدم الاستحضار التام لصفات الرب سبحانه وتعالى، وعلاج ذلك هو أن تديم التفكر في أسمائه تعالى وصفاته وثوابه وعقابه وما أعده لأهل طاعته وأهل معصيته، ونريدك أن تسأل نفسك سؤالا: ماذا لو دهمني الموت في هذه اللحظة وبأي وجه ألقى الله تعالى، وكيف يكون حالي إذا افتضحت على رؤوس الخلائق حين تنصب الموازين وتتطاير الصحف ويمتاز الناس إلى متقين وأبرار وفجار وأهل يمين وأهل يسار، فأكثر يا أخي من ذكر الموت وما بعده فإنه يلين القلب ويرققه، واصحب الصالحين وابحث عنهم في أي مكان نزلت فيه فإن صحبتهم مجلبة للخير مدفعة للشر، وأدم التضرع والدعاء بأن يقيمك الله على الحق ويثبتك عليه، فإن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، وحذار حذار أن يراك الله حيث نهاك أو يفقدك حيث أمرك.. ونسأل الله أن يهدينا وإياك سواء السبيل.
والله أعلم.