السؤال
أنا رجل عمري 58 سنة، شاهدت فلم شواذ، جذبني له، وأصبحت أنام وأصحو وأتمنى أن أمارس هذا الوضع، ويردعني إيماني وإسلامي، ولكن الشيطان يقف أمامي.
ماذا أفعل؟
أنا رجل عمري 58 سنة، شاهدت فلم شواذ، جذبني له، وأصبحت أنام وأصحو وأتمنى أن أمارس هذا الوضع، ويردعني إيماني وإسلامي، ولكن الشيطان يقف أمامي.
ماذا أفعل؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
أولا: نقول للأخ السائل: تب إلى الله عز وجل من النظر إلى تلك المحرمات.
أخي، لعل الشيب قد ظهر في رأسك، أما تستحي من نظر الله إليك؟
أما أنذرك الشيب؟ وما في نصحه ريب!
إن وقوع الفاحشة من كبير السن أشد قبحا من وقوعها من الشاب، ففي صحيح مسلم، ومسند أحمد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر.
ثانيا: الوقاية خير من العلاج. قال تعالى: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون{النور:30}. فقدم الله تعالى الأمر بغض البصر على الأمر بحفظ الفرج؛ لأن النظرة تزرع في القلب الشهوة، فهي بريد الزنا، ورائد الفجور، وسهم مسموم إلى القلب، ورب شهوة أورثت حزنا طويلا.
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها * فتك السهام بلا قوس ولا وتر
ثالثا: تزود يا أخي للقاء ربك، واشغل نفسك بأعمال الخير واجمع قلبك على الله تعالى قال سبحانه: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون * ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون {الحشر: 18 ،19} وقال سبحانه: وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون* واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون* أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين* أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين* أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين {الزمر: 54-58}
ونفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، فعليك بتلاوة القرآن والاستماع إليه والإكثار من ذكر الله، ومتابعة محاضرات أهل العلم الربانيين، ومجالسة الأخيار واجتناب الأشرار.
واعلم أن الله سائلك عن وقتك، وجسمك يوم القيامة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه. رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وصححه الألباني.
وفيما أحل الله من النكاح غنية عن الحرام، وأخيرا عليك بالدعاء والجأ إلى الله وتضرع إليه، واسأله الحفظ والتثبيت وتعوذ به من الفتن.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 179،5453 6872، ، 7123، 7413.
والله أعلم.