السؤال
أنا امرأة ملتزمة والحمد لله لكن عندي خوف كبير من الرياء والنفاق، فانا أحب الناس وأتمنى أن يحبني الجميع، فأحاول أن أكون لطيفة مع الجميع، وأن لا أعمل أي خصومات مع أهلي، أو أهل زوجي وأسايرهم جميعا، لا أقف مع أحد ضد أحد.
فهل هذا نفاق وأنا أفتخر بديني وإسلامي، وإذا عملت شيئا لله من قول أو فعل أفتخر به أمام الجميع.
فهل هذا أيضا نفاق ورياء، مع أني أنوي دائما في كل عمل أن يكون خالصا لله لكن بعد عمله أشك في أنه ليس خالصا لله فكيف أتخلص من هذه المشكلة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالخوف من النفاق والرياء إذا كان في إطاره الصحيح وفي حدود الاعتدال فهو من علامات الإيمان، وهو مما يدفع إلى الاجتهاد في تصفية الأعمال وتحري الإخلاص والصدق، وذلك من أهم أسباب النجاة، وراجعي الفتوى رقم: 29642،والفتوى رقم: 68464.
أما عن سؤالك، فإن حرصك على العلاقة الطيبة مع أهلك وأهل زوجك واجتناب ما يكدر صفو هذه العلاقة، هو خلق كريم وسلوك فاضل، ما دام ذلك بعيدا عن المداهنة في الدين، بمعنى أن تكون المجاملة على حساب أمر شرعي، كترك الأمر بالمعروف أو الإقرار بالمنكر، ولمعرفة الفرق بين النفاق والمجاملة، راجعي الفتوى رقم: 75660. والفتوى رقم: 26817.
وأما افتخارك بدينك وفرحك به فهو أمر مطلوب، قال تعالى: قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون. {يونس:58}، وهذا الفرح يقتضي أن يتحدث الإنسان عن نعمة الإسلام، لا أن يتحدث عن أعماله للناس.
فالذي ننصحك به أن تجتهدي في أن تقصدي بأعمالك وجه الله وتكثري من الدعاء بالتوفيق والقبول، و تحرصي على إخفاء أعمالك ما استطعت، فإن الأفضل إخفاء الأعمال عن الناس ما لم يكن هناك مصلحة شرعية في الإظهار، قال تعالى: إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم . {البقرة: 271}، وانظري الفتوى رقم: 112216، والفتوى رقم: 29466.
والله أعلم.