شبهتان وجوابهما حول آيتين من كتاب الله تعالى

0 292

السؤال

يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا.
السؤال : هنا يطلب من المسلمين أن يؤمنوا بالقرآن وبالكتاب المقدس نتساءل كيف يمكن لإنسان أن يؤمن بكتابين متناقضين من حيث الخلاص والكفارة والتوبة وغفران الخطايا والسلوك في هذه الحياة في موضوع الزواج مثلا وأيضا بتضمنان تعليمين مختلفين في موضوع الجنة في الحياة الأخرى أليس هذا تناقضا هل يمكن أن يكون هذا وحيا من الله ؟ وإذا سلمنا فيه فالمسلمون اليوم لا يطيعون هذا الكلام فهل هم على ضلال بعيد ؟؟ – سورة النساء 157 -159وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا ... وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا
السؤال : إذا تفحصنا الكلام هنا نراه يرد على قتلة المسيح بأنهم قالوا قد قتلنا المسيح قبلك أي تخلصنا منه فمالك تأتينا بتعليم جديد ؟ وهو يقول شبه لهم وما قتلوه يقينا أي هم اعتقدوا أنهم قتلوه وتخلصوا منه لكنه بالحقيقة قام يقينا لم يقتلوه. لأنه لا يستطيع أن ينكر أن المسيح نفسه قال إنه سيسلم إلى أيدي اليهود ويقتلوه وسيقوم باليوم الثالث. لذلك قال في العدد 159 وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته . فهو هنا يعترف بموته.وأصلا يقول في آل عمران 55 يا عيسى إني متوفيك ورافعك الي ...فما هو هدف المسلمين من رفض حقيقة موت المسيح مع أن محمدا لم يرفضها بل ذكر في سورة المائدة 117 فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم . وهذا يثبت أنه اعترف بموت المسيح . ونحن نضع هذا التساؤل بين يدي المسلمين، ألا يكون أنه بعد موت محمد وابتداء الحروب الإسلامية والتي سميت فتوحات ونشر الإسلام بالقوة. اكتشف المسلمون بعد قراءتهم للإنجيل والتوراة أنه إذا كان موت المسيح حقيقة فهو سيكون الكفارة للفداء والخلاص وهو سيكون الذبيحة الحقيقية التي تكلم عنها في التوراة التي بها يكفر عن الذنوب، وهو سيكون الطريق الوحيدة للحصول على الجنة كما قال المسيح عن نفسه في الإنجيل. فبقبول هذه الحقيقة أي موت المسيح الكفاري وقيامته يعني رفض القرآن ولا داعي لدين جديد يقول إن الخلاص هو بالأعمال الصالحة وهم بذلك يناقضون ما قاله محمد بالأساس .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الله تعالى كلف المسلمين بالإيمان بالقرآن وبما أنزل على موسى وعيسى وغيرهما من الرسل فقال الله تعالى: قولوا آمنا بالله ومآ أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون {البقرة:136}.

ولكن القرآن مهيمن على ما سبقه من الكتب وهو كتاب الله الذي تعهد بحفظه من التبديل والتغيير فقال سبحانه: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون {الحجر:9}.

وأما الكتب الأخرى فقد حصل في بعضها التحريف، فكان من أحبارهم من يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله.

فإذا تصورنا أنه يوجد في التوراة أو الإنجيل ما يتعارض مع القرآن، فالواجب إتباع ما في القرآن، وأما ما كان في الكتب السابقة إن صح وسلم من التحريف فهو منسوخ بما في القرآن كما في قوله تعالى: وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه {المائدة:48}

وأما إن كان الخلاف والتعارض حصل بسبب التحريف مثل ما يحكى من قتل عيسى وصلبه وموضوع الكفارة والفداء فكل هذا مردود على مفتريه.

وراجع الفتاوى التالية أرقامها لبيان التوفيق بين آيتي آل عمران مع آية النساء وبيان كون عيسى لم يصلب وبيان الترهات والتحريفات التي حصلت في الإنجيل:

70824، 27986، 26317، 77676، 97132، 29269، 9992،  53029، 43148.

 والله أعلم.

 

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات