هل يشترط في توبة المرتد الإقلاع عن كل الذنوب

0 264

السؤال

هل من فعل أشياء كفر تخرجه من الملة يجب عليه للعودة إلى الإسلام أن يقلع عن كل ما حرم الله حتى يقبل إسلامه، يعني يجب أن لا يعمل حراما قط حتى يقبل إسلامه بعد ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

 فلا نعلم أحدا من أهل العلم ذكر أن ذلك شرط في قبول توبة المرتد، والله جلا وعلا يقول: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم. {الزمر: 53}.

ثم إن العصمة من الذنوب ليست لأحد من البشر حاشا الأنبياء، وقد وصف الله المتقين فقال: والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون. {آل عمران: 135}. وقال أيضا: إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون. {الأعراف: 201}.

 قال السعدي:

 لما كان العبد لا بد أن يغفل وينال منه الشيطان، الذي لا يزال مرابطا ينتظر غرته وغفلته، ذكر تعالى علامة المتقين من الغاوين، وأن المتقي إذا أحس بذنب، ومسه طائف من الشيطان، فأذنب بفعل محرم أو ترك واجب، تذكر من أي باب أتي، ومن أي مدخل دخل الشيطان عليه، وتذكر ما أوجب الله عليه، وما عليه من لوازم الإيمان، فأبصر واستغفر الله تعالى، واستدرك ما فرط منه بالتوبة النصوح والحسنات الكثيرة، فرد شيطانه خاسئا حسيرا، قد أفسد عليه كل ما أدركه منه. اهـ.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة، أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه حتى يفارق الدنيا، إن المؤمن خلق مفتنا توابا نساء، إذا ذكر ذكر. رواه الطبراني، وصححه الألباني.

 وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم. رواه مسلم.

 وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون. رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد، وحسنه الألباني.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: الذنب للعبد كأنه أمر حتم؛ فالكيس هو الذي لا يزال يأتي من الحسنات بما يمحو السيئات. اهـ.

وراجع الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 8927، 37185، 5450، 29785.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات