السؤال
ما حكم رجل يتوب من أجل ألا يفضح، أو حتى يستره الله، فهل توبته صحيحة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالتوبة التي وردت النصوص في عظيم فضلها وثوابها هي التي تحققت فيها الشروط التالية:
الشرط الأول: الإخلاص وهو أن يقصد بتوبته وجه الله عز وجل.
الشرط الثاني: الإقلاع عن الذنب.
الشرط الثالث: الندم على فعله.
الشرط الرابع: العزم على عدم الرجوع إليه.
الشرط الخامس: أن تكون التوبة قبل أن يصل العبد إلى حال الغرغرة عند الموت.. فالذي يتوب خشية الفضيحة أو رجاء ستر الله عليه أمام الخلق يكون قد شاب توبته بما يقدح في صحتها وخلوصها لله تعالى، وفي هذا الموضوع يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في مدارج السالكين: النصح في التوبة يتضمن ثلاثة أشياء:
الأول: تعميم جميع الذنوب واستغراقها بها بحيث لا تدع ذنبا إلا تناولته.
والثاني: إجماع العزم والصدق بكليته عليها بحيث لا يبقى عنده تردد ولا تلوم ولا انتظار بل يجمع عليها كل إرادته وعزيمته مبادرا بها.
الثالث: تخليصها من الشوائب والعلل القادحة في إخلاصها ووقوعها لمحض الخوف من الله وخشيته والرغبة فيما لديه والرهبة مما عنده، لا كمن يتوب لحفظ جاهه وحرمته ومنصبه ورياسته ولحفظ حاله، أو لحفظ قوته وماله أو استدعاء حمد الناس، أو الهرب من ذمهم، أو لئلا يتسلط عليه السفهاء، أو لقضاء نهمته من الدنيا، أو لإفلاسه وعجزه ونحو ذلك من العلل التي تقدح في صحتها وخلوصها لله عز وجل.
والله أعلم.