السؤال
أنا أدنت رجلا بمبلغ من المال، وبعد فترة قلت هذا الدين صدقة لوجه الله. هل يعتبر ذلك صدقة؟ وشكرا.
أنا أدنت رجلا بمبلغ من المال، وبعد فترة قلت هذا الدين صدقة لوجه الله. هل يعتبر ذلك صدقة؟ وشكرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإذا كان هذا المدين معسرا فلا شك في أن إبراءك له وإسقاطك الدين عنه من أفضل الصدقات، وقد قال الله عز وجل: وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون {البقرة: 280}. فسمى الله سبحانه إبراء المعسر والوضع عنه صدقة. قال أبو الفداء بن كثير في تفسيره: ثم يندب إلى الوضع عنه، ويعد على ذلك الخير والثواب الجزيل، فقال: وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون أي: وأن تتركوا رأس المال بالكلية وتضعوه عن المدين. وقد وردت الأحاديث من طرق متعددة عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ..... ثم أطال رحمه الله في ذكر الأحاديث الدالة على فضيلة إنظار المعسر وإبرائه فمنها: ما روى الطبراني عن أبى أمامة رضى الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: من سره أن يظله الله يوم لا ظل إلا ظله، فلييسر على معسر أو ليضع عنه.، وروى مسلم في صحيحه أن أبا قتادة كان له دين على رجل، وكان يأتيه يتقاضاه، فيختبئ منه، فجاء ذات يوم فخرج صبي فسأله عنه، فقال: نعم، هو في البيت يأكل خزيرة فناداه: يا فلان، اخرج، فقد أخبرت أنك هاهنا فخرج إليه، فقال: ما يغيبك عني؟ فقال: إني معسر، وليس عندي. قال: آلله إنك معسر؟ قال: نعم. فبكى أبو قتادة، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من نفس عن غريمه أو محا عنه كان في ظل العرش يوم القيامة. وفي صحيح البخاري عن أبى هريرة: كان تاجر يداين الناس، فإذا رأى معسرا قال لفتيانه: تجاوزوا عنه، لعل الله يتجاوز عنا، فتجاوز الله عنه. انتهى.
وأما إذا كان هذا المدين موسرا فوضعك عنه هذا يكون من باب الهبة لا من باب الصدقة.
والله أعلم.