تكرار الفاحشة والتوبة... رؤية شرعية

0 302

السؤال

ما حكم من زنا بأختين في وقت واحد؟ وما حكم من زنا، ثم نوى التوبة، ثم زنا فنوى التوبة، ثم زنا، وكل ما ينوي التوبة يقع في المعصية؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالزنا من كبائر الذنوب وأقبحها قال الله تعالى: ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا [الإسراء:32]. وقال تعالى: والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا * إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما [الفرقان:68-70].

ويشتد الإثم ويعظم الجرم حينما تصبح مزاولة هذه الجريمة علنية على الوضع المذكور في السؤال، فالواجب على من فعل هذا أن يتقي الله تعالى، ويكف عن هذه الفاحشة، وليتذكر عقاب الله وسخطه في الآخرة، وليخش الفضيحة في الدنيا، وما قد يصيبه من الأمراض والأسقام كالإيدز وغيره.

ومن يقع في الزنى ثم يتوب، ثم يقع فيه، ثم يتوب، لا يزال يرجى له الخير ما دام إذا عصى تاب، ولم يقنط من رحمة الله، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إن عبدا أصاب ذنبا، وربما قال: أذنب ذنبا، فقال: ربي أذنبت، وربما قال: أصبت، فاغفر لي فقال ربه: أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ به غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله، ثم أصاب ذنبا أو أذنب ذنبا، فقال: رب أذنبت أو أصبت آخر فاغفره، فقال: أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ به غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله، ثم أذنب ذنبا، وربما قال: أصاب ذنبا، قال: رب أصبت أو قال: أذنبت آخر فاغفره لي، فقال: أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ به، غفرت لعبدي ثلاثا، فليفعل ما شاء. أي ما دام يذنب، ثم يتوب، إذ لولا توبته هذه لهلك. وراجع الفتوى: 1095.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات