حكم قطع الرحم التي يحصل الضرر بصلتها

0 501

السؤال

أولا أريد أن أسال عن حكم التقصير في صلة الأرحام الذين يسببون الإيذاء كلما تم صلتهم، خصوصا الذين يتعاملون بأساليب الشعوذة والسحر ؟ وما معنى الهجر الجميل؟ وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أمر الله بصلة الرحم و نهى عن قطعها، فعن جبير بن مطعم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا يدخل الجنة قاطع. متفق عليه.

وقد أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم بصلة من يقطعنا فعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها. رواه البخاري. وعن أبي هريرة أن رجلا قال يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك. رواه مسلم. تسفهم المل: تطعمهم الرماد الحار.

واعلمي أنه لا يجوز اتهام أحد بعمل السحر من غير بينة، أما إذا كنت متيقنة من قيام هؤلاء الأقارب بعمل السحر، فلا شك أن ذلك منكر عظيم، وقد عده رسول الله صلى الله عليه وسلم من السبع الموبقات، لكن ذلك لا يمنع من صلتهم بالقدر الذي لا يحصل لكم به ضرر في دينكم أودنياكم، مع وجوب نصحهم وبيان خطر ما هم عليه، فإذا لم ينتصحوا وكان في مقاطعتهم زجر لهم عن هذا المنكر، فالواجب عليكم هجرهم إذا تعين ذلك طريقا لاستصلاحهم.

وكذا يجوز لكم أن تهجروهم إذا غلب على ظنكم حصول ضرر لكم من جهتهم.

قال الحافظ أبو عمر بن عبد البر: أجمعوا على أنه يجوز الهجر فوق ثلاث، لمن كانت ‏مكالمته تجلب نقصا على المخاطب في دينه، أو مضرة تحصل عليه في نفسه، أو دنياه. فرب ‏هجر جميل خير من مخالطة مؤذية. انتهى. ومعنى الهجر الجميل الهجر الذي لا عتاب معه. وللفائدة راجعي الفتوى رقم: 59458.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة