السؤال
قريبي عنده سكري، ومن المعلوم أنه من الأمراض المزمنة. فهل الصدقة لوجه الله تجوز في هذه الحالة للشفاء؟ وهل التصدق يكون بمبلغ كبير أو يتصدق بصفة دوريه حتي يشفيه الله من باب قول الرسول صلي الله عليه وسلم: داووا مرضاكم بالصدقات؟ أعانكم الله.
قريبي عنده سكري، ومن المعلوم أنه من الأمراض المزمنة. فهل الصدقة لوجه الله تجوز في هذه الحالة للشفاء؟ وهل التصدق يكون بمبلغ كبير أو يتصدق بصفة دوريه حتي يشفيه الله من باب قول الرسول صلي الله عليه وسلم: داووا مرضاكم بالصدقات؟ أعانكم الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأمراض المزمنة وغير المزمنة كلها جعل الله لها شفاء، وكم من الأمراض التي كانت تعد مزمنة منذ عشرات السنوات قد اكتشفت لها علاجات ناجحة بفضل الله في هذه الأوقات، وهذا مصداق لقوله صلى الله عليه وسلم: ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء. رواه البخاري. وقوله صلى الله عليه وسلم: ما أنزل الله داء إلا قد أنزل له شفاء، علمه من علمه وجهله من جهله. رواه الإمام أحمد، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط في تحقيق المسند: ( 6 / 50 حديث رقم : 3578 ) صحيح لغيره ، وهذا إسناد حسن .
فالشفاء كله بيد الله عز وجل، والصدقة من الأدوية المعنوية التي لا دخل للطب فيها بل هي مما يعلم عن طريق الوحي، ولذا تشرع الصدقة عن المريض بأي مرض مهما عظم فهو لا يعظم على الله.
قال المناوي في التيسير: وقد جرب ذلك الموفقون من أهل الله؛ فوجدوا الأدوية الروحانية تفعل ما لا تفعله الحسية. اهـ
والصدقة تكون بحسب حال المتصدق، فإن كان ميسورا فكلما كانت الصدقة كبيرة مع إنابة القلب والرغبة الصادقة في إيصال الخير للفقراء والمساكين، والتضرع إلى الله ليشفيه؛ كلما كان الرجاء أكبر.
وإذا لم يكن ميسورا فليتصدق بما يستطيع، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن درهما سبق مائة ألف درهم عند الله، فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سبق درهم مائة ألف درهم. قالوا: وكيف؟ قال: كان لرجل درهمان تصدق بأحدهما، وانطلق رجل إلى عرض ماله فأخذ منه مائة ألف درهم فتصدق بها. رواه النسائي وحسنه الشيخ الألباني.
فليتصدق المريض وليرج ما عند ربه، وإن كرر الصدقة فلا بأس، فالصدقة من أبواب الخيرات التي لن يعدم المسلم فائدتها وأجرها في الدنيا والآخرة، ولا نعلم حدا أو عددا من المرات تكرر للتداوي بالصدقة، بل إن تصدق مرة فقد فعل ما ورد في الحديث، ويبقى أمر الشفاء وفق ما قدره الله للعبد، ولا يعلم المسلم هل الخير له في الصحة أو في المرض، مع أننا نسأل الله العافية وهي أوسع لنا من البلاء، ولكن إن وقع البلاء فالصبر والاحتساب خير وفيهما أجر كبير .
ولمزيد من الفائدة حول معنى حديث الصدقة وأقوال العلماء فيه نرجو مراجعة الفتويين: 64988 ، 35282.
ونسأل الله أن يشفي مريضكم وسائر مرضى المسلمين.
والله أعلم.