السؤال
مع أنني أخاف الله وأصلي إلا أنني في نفس الوقت أجد نفسي بعيدا عن الله في أفعالي فماذا يجب أن أفعل لأكون إنسانا مؤمنا مع أنني أصلي. وأعتقد أن هذا حال كل الشباب فى هذه الأيام ؟
مع أنني أخاف الله وأصلي إلا أنني في نفس الوقت أجد نفسي بعيدا عن الله في أفعالي فماذا يجب أن أفعل لأكون إنسانا مؤمنا مع أنني أصلي. وأعتقد أن هذا حال كل الشباب فى هذه الأيام ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى وآله وصحبه وسلم:
على المسلم أن لا يفعل فعلا إلا من الأفعال التي يعلم أن الله جل وعلا أذن فيها كما أن عليه أن يحاسب نفسه فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني. ثم ما معنى كونك تقول إنك تخاف الله وأنت مع ذلك تفعل أفعالا تقر أن الله جل وعلا حرمها؟ لو كنت تخاف الله جل وعلا ما عرضت نفسك لسخطه وهو جل وعلا بقول: (ويحذركم الله نفسه..)[آل عمران:28] فالواجب عليك - إذا حاول الشيطان أن يجرك إلى مالا يرضي الله - أن تستشعر اطلاع الله عليك، وأنه مراقب لك في كل حركة أو سكون أو نطق وهو العليم بذات الصدور، وقد كلف- مع كل هذا- فريقا من الملائكة الكرام بتسجيل كل ما يصدر منك من قول أو عمل والله جل وعلا: ( ما يلفظ من قول إلا لدية رقيب عتيد)[ق:18] وقال: (أيحسب الإنسان أن يترك سدى)[القيامة:36] فعليك أن تبادر بالتوبة إلى الله جل وعلا قبل أن يهاجمك الموت وأنت على حال لا ترضي الله ولا يغرنك أن هذا حال كل الشباب ، فالموت لا يعرف سنا ولا فئة، والنار تتسع للجميع يقول جل وعلا: (يوم نقول لجهنم هل امتلئت وتقول هل من مزيد)[ق:30] وفقك الله وأصلح قبلك وأرشدك إلى الخير والفلاح والعلم عند الله تعالى.