السؤال
أنا وعائلتي نواجه مشاكل كثيرة جدا بسبب تصرفات وحقد أعمامنا وأولادهم، فنحن الآن في مشاكل جمة ومواجهات مع أناس أشرار كثر، وذلك بسبب تهجمهم علينا وعلى ممتلكاتنا، فأنا لا أدري ما هو الحل؟ أنا أريد أن أرجع إلى حياتي الطبيعية، فللأسف القانون ضعيف في بلدنا ولا يوجد أي رادع لهولاء الأشرار إلا الله، وأنا لا أملك القدرة على المواجهة مع هؤلاء الأشرار، لأنهم كثر وأساليبهم قذرة وملتوية، فما هو الدعاء الذي يجب أن يدعى به في هذه الحالات؟ أرشدوني ـ بالله عليكم ـ ماذا أفعل؟ فأنا في حيرة من أمري، وهل من الواجب أن أصل أعمامي وأولادهم بالرغم من الذي يحدث من تدبيرهم؟.
فحسبي الله ونعم الوكيل فيهم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان هؤلاء الأقارب يظلمونك فينبغي أن تخوفهم عاقبة الظلم وتستعين على ذلك بمن تظن له أثرا عليهم من أهل الدين والمروءة، فإن لم ينفع ذلك معهم فلك أن ترفع أمرك للسلطات المختصة لينصفوك منهم، أما عن الدعاء المشروع في مثل هذه الأحوال، فالدعاء بغير إثم أو قطيعة رحم نافع بكل حال، ولا نعلم دعاء عينه الشرع في مثل ذلك، لكن أدعية المكروب قد تناسب ذلك، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 70670.
وكذلك نوصيك بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء ففيها وقاية ـ إن شاء الله ـ من المكروه وخير كتاب ننصحك بالإكثار من مطالعته وحفظ ما فيه من الأذكار هو كتاب: حصن المسلم للقطحاني، هذا ويجوز لك أن تدعو على من ظلمك بقدر مظلمتك دون تعد، لكن الأفضل ترك الدعاء عليهم.
أما عن صلتهم فهي واجبة عليك بالمعروف ما لم يترتب عليها ضرر في دينك أو دنياك، فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على صلة الرحم حتى لمن يقطعها، فعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها. صحيح البخاري.
وعن أبي هريرة: أن رجلا قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك. رواه مسلم.
تسفهم المل: تطعمهم الرماد الحار.
واعلم أن مقابلة السيئة بالحسنة مما يجلب المودة ويقي شر نزغات الشيطان، قال تعالى: ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم {فصلت:34}.
والله أعلم.