استيفاء المظلوم حقه يوم القيامة ممن ظلمه

0 264

السؤال

ما هو الجزاء الذي أحصل عليه في الآخرة كمظلوم من البعض؟ مع الإيضاح لنوع الجزاء إذا كان الظالم مسلما، وأيضا في حالة إذا كان الظالم غير مسلم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن المظلوم إذا لم يعف عن حقه أو يحصل عليه في الدنيا، فلا شك أنه سوف يحصل عليه كاملا في الآخرة، قال الله تعالى: ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين {الأنبياء:47}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء. رواه مسلم.. فإذا كان الظالم مسلما أخذ من حسناته للمظلوم، وإذا لم يكن له حسنات أو كان غير مسلم أخذ من سيئاته فطرحت عليه، فيكون ذلك نجاة له من المؤاخذة بها.

فقد قال صلى الله عليه وسلم: أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار. رواه مسلم.

فلن يضيع حق عند الله تعالى، هذا إذا لم يعف عن الظالم، أما من عفا وأصلح فإن أجره على الله تعالى، فقد قال سبحانه وتعالى في من يفضلون العفو عن الناس: فمن عفا وأصلح فأجره على الله.. وقال تعالى: وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض.. إلى قوله تعالى: والعافين عن الناس والله يحب المحسنين.

وللمزيد من الفائدة انظر الفتوى رقم: 127825، والفتوى رقم: 68186.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات