التوبة من الاختلاط المحرم

0 109

السؤال

كنت في الماضي أعرف شابا وأخرج معه ويلمسني.. ولكن بعدها تبت إلى الله، ومرت الأيام وتزوجت من رجل صالح، وأنجبت منه، وأنا دائما أندم على ما فعلته، وأتمنى أن يغفر الله لي..
والآن الحمد لله أنا متدينة وصالحة، وأشعر أن الإسلام في أعماقي، وأشعر أنني نقية، لكن غلطتي القديمة لا أعرف ما أفعله ليغفرها الله لي! فأنا دائمة الاستغفار، ولقد تبت توبة نصوحا. فهل هناك شيء أستطيع عمله لأكفر عن ذنبي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد أمر الله عباده المؤمنين بالتوبة النصوح، ووعدهم بتكفير السيئات، ودخول الجنات إن هم فعلوا ذلك، فقال: يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار [التحريم:8].

كما وعد الله سبحانه المستغفرين بالمغفرة فقال: فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا [نوح:10]، وقال الله في الحديث القدسي: يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعا، فاستغفروني أغفر لكم...

ومن الأمور المطلوبة مع التوبة إتباعها بالعمل الصالح، قال الله تعالى: إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما * ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا [الفرقان:70-71].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها. رواه أحمد وأصحاب السنن، وقال الله تعالى: وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين [هود:114].

وبناء على ما تقدم، فإننا نقول للسائلة الكريمة: أكثري من نوافل الصلاة، والصيام، والصدقة، والعمرة، والحج....الخ، وتلاوة القرآن الكريم، واللجوء إلى الله، والإكثار من الدعاء والاستغفار، ولا تيأسي من رحمة الله، فإن الله غفور رحيم.

ونسأل الله أن يثبتك على الطاعة، وأن يتقبل توبتك، واعلمي أن التوبة الصادقة تجب ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات