ماتفعل البنت إذا ارتابت من نظرات أبيها وكلامه

0 280

السؤال

وأنا طفلة في أواخر مرحلة التعليم الابتدائي تحرش بي أبى عدة مرات، وذلك سبب لي أذى نفسي كبير وإلى الآن أتذكر كل ما حدث بالتفصيل وكأنه بالأمس، الآن أعيش مع أمي فهما منفصلان منذ عدة سنوات ورفض أبى الإنفاق على فأمي التي أنفقت على تعليمي وعلى كل شيء، أشعر بظلم شديد يقع علي منه ولا أستطيع نسيان ما حدث.
ويحدث تصرف غريب جدا منه عندما أذهب لزيارته وأقيم بالبيت عدة أيام كالأعياد أخاف نظرته وأحيانا ينفعل ويقول لماذا تلبسين هكذا بالرغم أني بثياب البيت العادية .
الناس يلومونني على عدم إقامتي معه لأنه غير متزوج ويحتاج رعايتي ولكن لا أستطيع ترك أمي وحيدة فهي الآن تمرض كثيرا وإخوتي لا يهتمون بالسؤال عنها وتمر الشهور ولا نراهم.
سؤالي: هل أنا مقصرة في حق أبي؟ وهل يحاسبني الله على ذلك ؟هل أترك أمي لأعيش معه وكيف أنسى ما حدث؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

    فإن صح ما ذكرت من أن أباك قد تحرش بك فلا شك أن هذه مصيبة عظيمة، فإن من أعظم الظلم ظلم ذوي القربى، واعتداء من يرجى أن يكون حاميا للحمى وقد أحسن من قال:

  وظلم ذوي القربى أشد مضاضة     على النفس من وقع الحسام المهند

وانظري الفتوى رقم: 2376. ونوصيك بالصبر والاجتهاد في محاولة نسيان ما حدث لئلا يكون تذكره معيقا لك عن تحصيل ما ينفعك من أمر دينك ودنياك.

وهنالك عدة أمور يمكن أن تنسيك ما حدث ومن ذلك أن تشغلي نفسك بذكر الله وخاصة عند ورود هذه الخواطر وأن تعملي على شغل نفسك بالطاعات وعمل الصالحات ومصاحبة أهل الخير، ويمكنك أيضا أن تسلي نفسك بأن هذا أمر قدره الله تعالى ومضى وانتهى.

   وإذا كان الأمر على ما ذكرت من أنك ترتابين من نظراته وبعض كلامه فعليك معاملته معاملة الأجنبي فلا تمكنيه من الخلوة بك ونحو ذلك، ومن باب أولى أن لا تكوني معه وحدك أو أن تقيمي معه.

وننبهك إلى وجوب بره والإحسان إليه مع الاحتراز منه عند الريبة كما تقدم، فإن الوالد إذا أساء فلا يسوغ ذلك الإساءة إليه كما بينا بالفتوى رقم: 115880.

   وإذا كان أبوك محتاجا إلى الرعاية فلا تجب عليك وحدك وإنما هي واجبة على جميع أولاده.

 ثم إنه إذا تعارض حق الأم مع حق الأب كان حق الأم مقدما كما هو مبين بالفتوى رقم: 27653. والذي يظهر أنك لم يكن منك تقصير تجاه والدك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة