من بر الوالدين أمرهما بالمعروف ونهيهما عن المنكر

0 289

السؤال

في حديث عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رضا الله في رضا الوالد وسخط الله في سخط الوالد. رواه ابن حبان في صحيحه.
فهل ينطبق هذا على ابن أراد نصح أبيه الفاسق بالحسنى وأمره بالمعروف حتى يعود للصواب فغضب منه كثيرا وقال له أنا كافر وقال لأمه ابنك عدوي؟
في الحقيقة العداوة نشأت بينها بعد أن هداه الله عز وجل أما قبل ذلك فقد كان ابنه العزيز وصديقه المكرم ولكن بعد أن تاب وأصبح يواجهه بالحق وينهاه عن المنكر انقلبت الأمور، لأن الوالد لا يطيق الحق ويغضب ويمرض عند سماعه ولهذا أصبح يعتبره عدوه ولا يطيقه ويسخط عليه. فهل هذا من سخط الله عز وجل كما جاء في الحديث؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أن من البر بالوالدين والإحسان إليهما دعوتهما إلى الخير وأمرهما بالمعروف ونهيهما عن المنكر، ولنا في ذلك أسوة في إبراهيم عليه السلام في دعوته لأبيه بأدب وأسلوب حسن.

وجاء في الموسوعة الفقهية: أجمع الفقهاء على أن للولد الاحتساب عليهما، لأن النصوص الواردة في الأمر والنهي مطلقة تشمل الوالدين وغيرهما، ولأن الأمر والنهي لمنفعة المأمور والمنهي، والأب والأم أحق أن يوصل الولد إليهما المنفعة...

والإنكار على الوالدين ليس كالإنكار على غيرهما من الناس.

 ذكر القرافي رحمه الله في كتابه الفروق: أن الوالدين يؤمران بالمعروف وينهيان عن المنكر، قال مالك: ويخفض لهما في ذلك جناح الذل من الرحمة. اهـ.

وفي الآداب الشرعية لابن مفلح: فصل في أمر الوالدين بالمعروف ونهيهما عن المنكر: قال أحمد في رواية يوسف بن موسى: يأمر أبويه بالمعروف وينهاهما عن المنكر، وقال في رواية حنبل: إذا رأى أباه على أمر يكرهه يعلمه بغير عنف ولا إساءة ولا يغلظ له في الكلام، وإلا تركه وليس الأب كالأجنبي. اهـ.

وإذا التزم الابن بالرفق والأدب والأسلوب الحسن في دعوة والده فلا يضره بعد ذلك سخط والده عليه، ولا يتناوله الحديث المذكور.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة