السؤال
أنا والحمد لله مسلمة وأخاف الله وأحب الله ورسوله، ولكن في لحظة غضب تفوهت باللعن والسب والغلط ولا أدري كيف خرجت من فمي سب الذات الإلهية، وفورا استغفرت وتبت إلى الله ولكن خائفة ألا يقبل الله توبتي، خصوصا أني قرأت أن سب الذات الأهلية كفر أكبر، وسؤالي: كيف لي أن أكفر عن ذنبي؟ جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فسب الله تعالى كفر مخرج من الملة والعياذ بالله، ومع ذلك فمن تاب توبة صادقة تاب الله عليه.
قال الشيخ ابن عثيمين: الاستهزاء بدين الله أو سب دين الله أو سب الله ورسوله أو الاستهزاء بهما كفر مخرج عن الملة، ومع ذلك فإن هناك مجالا للتوبة منه، لقول الله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم، فإذا تاب الإنسان من أي ردة توبة نصوحا استوفت شروط التوبة فإن الله تعالى يقبل توبته. اهـ. وراجعي في ذلك الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 767، 9880، 118361 .
فعليك أختي السائلة أن تنطقي بالشهادتين وتغتسلي، وراجعي في ذلك الفتاوى: 76190، 33821، 68313. وعليك أن تجتهدي في تحقيق توبة نصوح جامعة لشروط قبولها، من الندم على ما سلف، والإقلاع عنه خوفا من الله تعالى وتعظيما له وطلبا لمرضاته، والعزم الصادق على عدم العودة إليه أبدا، مع الإكثار من الحسنات والاجتهاد في الطاعات إذهابا لهذه السيئة الضخمة، فقد قال الله تعالى: إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين. {هود: 114}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: أتبع السيئة الحسنة تمحها. رواه أحمد والترمذي وقال: حسن صحيح. وحسنه الألباني.
ونسأل الله تعالى أن يتوب عليك وأن يغفر لك وأن يقيك شر نفسك.
والله أعلم.