السؤال
أود أن أسأل عن الآية: وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا، والحديث: إذا خلوا إلى محارم الله انتهكوها. اللهم ثبتنا بالعمل الصالح، ولكن سؤالي هو أنه من طبيعة الإنسان أنه إذا عمل ذنبا صغيرا أو كبيرا فهو بالطبع سوف يخفيه عن الناس ولن يجهر به لكي لا يكون من المجاهرين بالمعصية أو حياء أو لأنه لا يريد أن يتعلم الناس منه شيئا يأثم عليه إذا عملوا به لاحقا فهل هذا الإنسان هو المعني بالحديث والآية السابقتين؟؟ والعياذ بالله.. وإذا كان الجواب لا. فمن المقصود بهم؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
ففرق كبير بين من يظهر للناس الصلاح فإذا خلا بمحارم الله انتهكها غير مبال بربه، ولا نادم على فعله، ولا آسف على سوء حاله، لأن همته لا تتعلق إلا بنظر الناس، فإذا سلم من نظرهم لم يبال في أي مراتع السوء وقع، كحال أهل الرياء والنفاق. نقول يوجد فرق كبير بين من هذه حاله وحال المسلم الذي تغلبه شهوته فيضعف عن مقام الإحسان، ومراقبة الواحد الديان، فيقع في ما حرم الله، وهو مع ذلك منزعج القلب، مضطرب النفس؛ خوفا من سوء عاقبة الذنب، وغضب الرب جل وعلا، فيندم على فعله، ويحاول الإقلاع عن ذنبه، ويلوم نفسه، ويسعى في تحقيق توبة نصوح.
فالحال الأولى هي التي يتناولها حديث ثوبان في انتهاك محارم الله، بخلاف الحال الثانية. كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا. رواه البخاري. وراجع لمزيد الفائدة الفتويين: 131294، 9268.
والله أعلم.