السؤال
قد انتشر في عديد من المواقع أن سيدنا داود هو خليفة الله ولم ذلك السبب . فلماذا لقب سيدنا داود بخليفة الله؟
قد انتشر في عديد من المواقع أن سيدنا داود هو خليفة الله ولم ذلك السبب . فلماذا لقب سيدنا داود بخليفة الله؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن خلافة داود عليه السلام ثبت فيها قوله تعالى: يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق. {ص:26} والمعنى جعلناك خليفة عمن قبلك من الخلق أو خليفة لتنفيذ أحكام الله كما قال شيخ الاسلام في منهاج السنة النبوي :
هذا وننبه إلى ان كثيرا من أهل العلم لا يرون إطلاق كلمة خليفة الله على الأمراء في هذه الأمة
فقد قال النووي في الأذكار: ينبغي أن لا يقال للقائم بأمر المسلمين خليفة الله ، بل يقال الخليفة ، وخليفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، وأمير المؤمنين. روينا في " شرح السنة " للامام أبي محمد البغوي رضي الله عنه قال رحمه الله : لا بأس أن يسمى القائم بأمر المسلمين : أمير المؤمنين ، والخليفة ، وإن كان مخالفا لسيرة أئمة العدل ، لقيامه بأمر المؤمنين وسمع المؤمنين له. قال : ويسمى خليفة لأنه خلف الماضي قبله ، وقام مقامه.قال : ولا يسمى أحد خليفة الله تعالى بعد آدم وداود عليهما الصلاة والسلام.قال الله تعالى : (إني جاعل في الأرض خليفة) [ البقرة : 30 ] وقال تعالى : (يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض) [ ص : 26 ] وعن ابن أبي مليكة أن رجلا قال لأبي بكر الصديق رضي الله عنه : يا خليفة الله ، فقال : أنا خليفة محمد (صلى الله عليه وسلم) ، وأنا راض بذلك. وذكر الإمام أقضى القضاة أبو الحسن الماوردي البصري الفقيه الشافعي في كتابه " الأحكام السلطانية " أن الإمام سمي خليفة ، لأنه خلف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في أمته ، قال : فيجوز أن يقال الخليفة ، على الإطلاق ، ويجوز خليفة رسول الله. قال : واختلفوا في جواز قولنا خليفة الله ، فجوزه بعضهم لقيامه بحقوقه في خلقه ، ولقوله تعالى : (هو الذي جعلكم خلائف في الأرض) [ فاطر : 39 ] وامتنع جمهور العلماء من ذلك ، ونسبوا قائله إلى الفجور ، هذا كلام الماوردي. قلت : وأول من سمي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، لا خلاف في ذلك بين أهل العلم وأما ما توهمه بعض الجهلة في " مسيلمة " فخطأ صريح ، وجهل قبيح ، مخالف لإجماع ، العلماء ، وكتبهم متظاهرة على نقل الاتفاق على أن أول من سمي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه. اه.ـ
والله أعلم.