معنى كون داود عليه السلام خليفة الله

0 401

السؤال

قد انتشر في عديد من المواقع أن سيدنا داود هو خليفة الله ولم ذلك السبب ‏. ‏فلماذا لقب سيدنا داود بخليفة الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن خلافة داود عليه السلام ثبت فيها قوله تعالى: يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق. {ص:26}

 والمعنى جعلناك خليفة عمن قبلك من الخلق أو خليفة لتنفيذ أحكام الله كما قال شيخ الاسلام في منهاج السنة النبوي : الخليفة يقال لمن استخلفه غيره ولمن خلف غيره فهو فعيل بمعنى فاعل كما يقال خلف فلان فلانا، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين: من جهز غازيا فقد غزا ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا. وفي الحديث الآخر: اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل ...وقال تعالى: وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات. (سورة الأنعام). وقال تعالى: ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون. (سورة يونس). وقال تعالى: وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة (سورة البقرة). وقال يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق (سورة ص). أي خليفة عمن قبلك من الخلق ليس المراد أنه خليفة عن الله وأنه من الله كإنسان العين من العين كما يقول ذلك بعض الملحدين القائلين بالحلول والاتحاد كصاحب الفتوحات المكية .... اهـ.

هذا وننبه إلى ان كثيرا من أهل العلم لا يرون إطلاق كلمة خليفة الله على الأمراء في هذه الأمة

فقد قال النووي في الأذكار: ينبغي أن لا يقال للقائم بأمر المسلمين خليفة الله ، بل يقال الخليفة ، وخليفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، وأمير المؤمنين. روينا في " شرح السنة " للامام أبي محمد البغوي رضي الله عنه قال رحمه الله : لا بأس أن يسمى القائم بأمر المسلمين : أمير المؤمنين ، والخليفة ، وإن كان مخالفا لسيرة أئمة العدل ، لقيامه بأمر المؤمنين وسمع المؤمنين له. قال : ويسمى خليفة لأنه خلف الماضي قبله ، وقام مقامه.قال : ولا يسمى أحد خليفة الله تعالى بعد آدم وداود عليهما الصلاة والسلام.قال الله تعالى : (إني جاعل في الأرض خليفة) [ البقرة : 30 ] وقال تعالى : (يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض) [ ص : 26 ] وعن ابن أبي مليكة أن رجلا قال لأبي بكر الصديق رضي الله عنه : يا خليفة الله ، فقال : أنا خليفة محمد (صلى الله عليه وسلم) ، وأنا راض بذلك. وذكر الإمام أقضى القضاة أبو الحسن الماوردي البصري الفقيه الشافعي في كتابه " الأحكام السلطانية " أن الإمام سمي خليفة ، لأنه خلف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في أمته ، قال : فيجوز أن يقال الخليفة ، على الإطلاق ، ويجوز خليفة رسول الله. قال : واختلفوا في جواز قولنا خليفة الله ، فجوزه بعضهم لقيامه بحقوقه في خلقه ، ولقوله تعالى : (هو الذي جعلكم خلائف في الأرض) [ فاطر : 39 ] وامتنع جمهور العلماء من ذلك ، ونسبوا قائله إلى الفجور ، هذا كلام الماوردي. قلت : وأول من سمي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، لا خلاف في ذلك بين أهل العلم وأما ما توهمه بعض الجهلة في " مسيلمة " فخطأ صريح ، وجهل قبيح ، مخالف لإجماع ، العلماء ، وكتبهم متظاهرة على نقل الاتفاق على أن أول من سمي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه. اه.ـ

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة