السؤال
أعلم بأني مقصر في عبادة ربي، وأسأل الله أن يجازيني برحمته وجوده يوم الحساب، ولكني أغار من الأنبياء، لا أعلم إن كان هذا شيئا غير سوي! ولكني عندما أقرأ عن الأنبياء المختارين الذين اصطفاهم الله دون كل البشرية، وكيف هي سلالتهم عظيمة وكريمة لهذا الحد، وكيف أن النبي فلانا يكون ابن خالة النبي، وفلان وابن أخيه، وخاله أو عمه إلخ.
عندما أرى هذه القرابة، أو هذا النسب العظيم، فإني أشعر بالغيرة والحسرة. لماذا لم يقدر الله أن أكون منهم (أعوذ بالله أن أكون معترضا على قضاء الله وحكمته في اختياره)، لكن نفسي تحدثني بهذا، وإني أعلم بأني لا أرقى لأن أكون المسلم المؤمن العابد الذي أمرني الله أن أكونه، وأسأل الله أن أكونه.
وإني أحب الأنبياء حبا جما، وأفديهم بكل ما لدي، ولكني ما زلت أغار، وأتمنى أن لو كنت أنا فردا من هذه العوائل الكريمة. هل هذا شيء سيء وأُعاقب عليه؟ أم ماذا ؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أولا أن الله تعالى حكيم، يضع الأشياء في مواضعها، ويوقعها في مواقعها، وهو سبحانه أعلم حيث يجعل رسالته، وهو أعلم بمواضع الكرامة من خلقه، ومن ثَمَّ اختصهم بما اختصهم به، وواجبنا أن نحب أنبياء الله، وأن نعلم فضلهم، وأن الله اختصهم بكرامته؛ لما امتازوا به عن غيرهم من جميل الصفات، ونبيل السجايا.
فأحِبَّ أنبياء الله، واقتد بهم في أخلاقهم وشمائلهم وصبرهم وثباتهم وعبادتهم لربهم تبارك وتعالى، وكلما عرض لك هذا الشعور، فاطرده عن نفسك باستحضار حكمة الله البالغة، وأنه تعالى هو العليم الحكيم، وأنه سبحانه ينزل كل أحد المنزل اللائق به، وأنه سبحانه لا يسأل عما يفعل لكمال حكمته وعدله.
ولا تؤاخذ على هذا الشعور ما دام مجرد حديث نفس، ولم يترتب عليه عمل قلبي من بغض الأنبياء ونحو ذلك، لكن عليك أن تتخلص من هذا بما ذكرناه من الطريق، وأن تحرص على أن تكون يوم القيامة في جملة المتبعين للأنبياء الكرام السائرين على طريقهم.
والله أعلم.