السؤال
كنت نصرانيا ودخلت الإسلام، وزنيت. فهل لي توبة أم لا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن من رحمة الله تعالى على عباده أن فتح لهم باب التوبة على مصراعيه حتى تطلع الشمس من مغربها، وهو سبحانه وتعالى يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار.
وما من ذنب يعظم على الله تعالى أن يغفره لمن استغفره منه، وما من مسرف على نفسه إلا وقد وجه الله له دعوة رحمة خاصة له، حيث يقول: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم [الزمر:53].
ومن تمام رحمة الله سبحانه وتعالى بهم أيضا أنه لم يجعل بينه وبينهم وسائط يتوسطون بها إليه، ولا شفعاء يتشفعون إليه، وإنما يجب على العبد فقط أن يخلص التوبة النصوح لله تعالى ويستغفره ويعمل صالحا يرضاه ربه سبحانه وتعالى.
إذا عرفت هذه الحقيقة؛ فاعلم أن الواجب عليك المبادرة إلى التوبة النصوح. وراجع الأجوبة الفتاوى التالية: 1106، 5871، 12840.
واحمد الله تعالى أن هداك لهذا الدين الحق السمح الذي يجعل بين العبد وبين ربه الغفور الرحيم علاقة مباشرة دون حاجة إلى وسطاء أو شفعاء.
والله أعلم.