السؤال
ما سبب عدم الارتياح في الصلاة؟ وكيف أقنع مسلما بها؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فلم يتبين لنا المقصود من السؤال بشكل واضح، وإن كان المقصود عدم الخشوع فيها وعلاج ذلك، فقد سبق لنا أن أصدرنا عدة فتاوى في أهمية الخشوع والأسباب الجالبة له فانظر على سبيل المثال الفتاوى التالية أرقامها: 141043، 138547، 131164.
وإن كان المقصود تضايق الشخص عند أدائها، فإن كان تضايقه لأمر خارج وليس لمجرد الصلاة كشدة حر أو برد، أو عطش، أو أنه أطالها فتعب وأصابه ملل ونحو ذلك فنرجو أن لا حرج عليه، وينبغي للمصلي أن يحرص على أداء الصلاة على هيئة يتمكن معها من الخشوع وحضور القلب، فقد جاء الشرع بالنهي عن الصلاة عند حضور الطعام وعند مدافعة الأخبثين، لما يترتب على ذلك من ذهاب الخشوع.
وإن كان يضيق صدره من الصلاة ذاتها فهذا دليل على فساد القلب ـ والعياذ بالله ـ وفيه شبه من الشيطان الذي يكره الصلاة ويفر عند النداء لها ويهجم على المصلي إذا شرع فيها ليوسوس له، كما في البخاري مرفوعا: إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين، فإذا قضى النداء أقبل حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر حتى إذا قضى التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه.
فالصلاة جامعة لخير الدنيا والآخرة قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: الصلاة خير موضوع، فمن استطاع أن يستكثر فليستكثر. رواه الطبراني وحسنه الألباني.
قال الملا علي القارئ في شرح المشكاة: الصلاة خير موضوع ـ أي خير من كل ما وضعه الله لعباده ليتقربوا إليه. اهـ.
وعند أحمد في المسند وسنن ابن ماجه مرفوعا: واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة. اهـ.
قال الزرقاني في شرح الموطإ: وخير أعمالكم الصلاة ـ أي إنها أكثر أعمالكم أجرا، فلذا كانت أفضل الأعمال لجمعها العبادات كقراءة وتسبيح وتكبير وتهليل وإمساك عن كلام البشر والمفطرات. اهـ.
وهي الصلة بين العبد وبين ربه، ولذا فرضها الله على عباده خمس مرات في اليوم والليلة، فإذا نفر منها العبد دل ذلك على مرض قلبه فينبغي أن يراجع نفسه ويلجأ إلى ربه بالدعاء أن يطهر قلبه وينقذه مما هو فيه، وينبغي نصح ذلك الشخص الذي يتضايق منها ويذكر بالله تعالى وما أعده لأهل الصلاة من النعيم، وما أعده لمن فرط فيها من الجحيم، وانظري الفتوى رقم: 45080، عن كيفية دعوة تارك الصلاة.
والله أعلم.