السؤال
تنتشر في بعض مواقع الأنترنت بعض الخزعبلات : مثال ذلك نشر صورة لوح قديم على أساس أنه اكتشف في عام 1920 وعليه كتابات بالعبرية تبين أنه لوح نبي الله سليمان عليه السلام وأن عليه أسماء نبينا المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه وعلي وفاطمة الزهراء والحسن والحسين ـ رضوان الله عليهم ـ وأن نبي الله سليمان كان يستغيث بهم ـ حاشاه وصلى الله عليه ـ ونحن نريد أن نرد على من يصدق هذه الخرافات من آيات القرآن الكريم والحديث، فذكرونا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يخفى بطلان هذا الكلام لمعارضته لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله: إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله. رواه الطبراني، وصححه الألباني
ومن المعلوم أن الأنبياء لا يختلفون في أمور العقيدة، وما نسب إلى أحد من الأنبياء السابقين لا بد أن يعرض على الشرع، فإن رده فهو مردود،
ومما يؤكد رد هذا الأمر أن ما ينقله أهل الكتاب عن أنبيائهم لا يجوز تصديقه ما لم يشهد شرعنا بتصديقه، لما رواه البخاري عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية، ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم، وقولوا: آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم. العنكبوت: من الآية: 46.
ويتأكد المنع من الرجوع إلى أهل الكتاب فيما يتعلق بأمور الدين، لما رواه الإمام أحمد عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء، فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا، فإنكم إما أن تصدقوا بباطل، أو تكذبوا بحق، وإنه لو كان موسى حيا بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني.
وروي البخاري عن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أنه قال: يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء، وكتابكم الذي أنزل الله على نبيكم صلى الله عليه وسلم أحدث الأخبار بالله محضا لم يشب وقد حدثكم أن أهل الكتاب قد بدلوا من كتاب الله وغيروا، فكتبوا بأيدهم، قالوا: هو من عند الله ليشتروا بذلك ثمنا قليلا، أو لا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم؟ فلا والله رأينا رجلا منهم يسألكم عن الذي أنزل إليكم. اهـ.
وإن لم يصدق ما رووه قديما فكيف تصدق وجادة لا يدرى هل هي من مرويات أهل الكتاب، أو من وضع من دسها مؤخرا ليبني عليها مزاعم باطلة؟.
والله أعلم.