السؤال
أنا طالبة بالثانوية أحصل دائما على المرتبة العليا ـ والحمد لله ـ لكن يا شيخ عندما وصلت إلى النهائي أحسست أنني تغيرت فمعدلي قد انخفض وأصبحت أذهب دائما متأخرة بعدما كنت مواظبة، وأخاف من الموت لكن لا أستطيع الخشوع في الصلاة، كما أنني أدرس في ثانوية مختلطة وهو ما أدى إلى كثرة ذنوبي وأحيانا أحس أن الله ثبطني فلم أعد أخشع وأصبحت كثيرة الشرود حتى إنني لا أستطيع السهر لأدرس ولا حتى قراءة القرآن فقد تركت قراءة العديد من السور مثل السجدة والملك والدخان بعدما كنت مواظبة عليها وأحيانا أؤجل الأذكار ثم لا أقوم بها، لكنني أحب سماع القرآن، فهل هذا أحد أعراض العين، أو السحر؟ وماذا أفعل لرقية نفسي بنفسي؟ أرجو الجواب الكافي والسريع.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي أن سبيل السعادة في الدنيا والآخرة هو طاعة الله تعالى والإقبال عليه، فعلى العبد أن يجاهد نفسه في فعل ما يحبه الله وترك ما يسخطه، وليعلم أن المعونة تصحبه بقدر مجاهدته لنفسه، كما قال تعالى: والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين {العنكبوت:69}.
وإذا اجتهد العبد في طاعة ربه فإنه يكون موفقا طيب العيش في دنياه وأخراه، كما قال تعالى: من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون {النحل:97}.
فعليك ـ أيتها الأخت ـ أن تحرصي على طاعة ربك وفعل ما يقربك منه، وانظري الفتوى رقم: 147823، لبيان علاج الخوف من الموت. وانظري الفتوى رقم: 141043 ورقم: 138547 لبيان بعض الأمور المعينة على تحصيل الخشوع في الصلاة. ولبيان حكم الدراسة في المدارس والجامعات المختلطة انظري الفتوى رقم: 2523.
وأما عن العين والسحر: فإن ذلك كله حق بلا شك وله تأثير ـ بإذن الله ـ ولكن لا ينبغي للعبد أن يعزو كل ما يصيبه من ضرر، أو تعثر في أمر ما إلى العين والسحر، وبخاصة إذا كان لذلك أسباب محسوسة يمكن معرفتها والوقوف عليها ومن ثم علاجها، وانظري الفتوى رقم: 147695.
واستعمال الرقى الشرعية أمر حسن على كل حال، فارقي نفسك بالرقى النافعة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو بغيرها مما تجوز الرقية به، وانظري للفائدة حول كيفية الرقية الفتوى رقم: 13449.
والله أعلم.